الثورة – لينا شلهوب:
حالة من الترقّب سيطرت على طلاب متقدمي شهادة الثانوية المهنية اختصاص المعلوماتية، إذ توجّه الطلاب اليوم إلى مراكزهم الامتحانية لتقديم مادة اللغة العربية، التي تحمل في طياتها أكثر من مجرد قواعد وأشعار، إنها اختبار للثقافة، والمهارة، والقدرة على التعبير بلغة الضاد.
ورغم أن هذه الفئة الأكاديمية غالباً ما توصف بأنها عملية وتخصصية، فإن صباح اليوم أثبت أن الأدب لا يقلّ أهمية عن البرمجة.
بين الأصالة والحداثة
جاءت أسئلة الامتحان متوازنة، متنوعة، وتميزت بأنها تراعي طبيعة طلاب الاختصاص المهني، فكانت واضحة في صياغتها، لكنها تطلّبت دقة في الفهم وقدرة على التحليل، يتخللها نماذج للنحو والإعراب، مع مفردات لغوية وأساليب بلاغية، إضافة لتعبير كتابي.
إذ بيّن هاني أن الأسئلة كانت مباشرة، لكن تحتاج إلى تركيز وذاكرة، خاصة بإعراب الجمل الطويلة، وموضوع التعبير حول النظافة، والأم، وهذا يمكن أن يُصاغ من بنات الأفكار، والقصيدة حول أغاني إفريقيا، وفلسفة الحياة، بينما الإعراب سهل جداً، بنسبة 90 بالمئة، ناهيك عن أن أسئلة القراءة مرنة وسهلة، مؤكدين أن الطالب غير الدارس يمكنه أن يحصل على علامة أكثر من النصف، على عكس أسئلة التربية الدينية، فكانت صعبة.
من داخل القاعات
تفاوتت آراء الطلاب بين من خرج مرتاحاً، ومن رأى في الامتحان تحدياً لغوياً غير متوقع، إذ لفتت سلمى إلى أن القطعة الأدبية كانت رائعة، إلا أن بعض الكلمات صعبة، تحتاج لشرح وتفسير، بينما أشارت هديل إلى أن القصيدة كانت عن أغاني إفريقيا وفلسفة الحياة ،والموضوع يرتبط بالمجتمع، وهو واقعي ومن السهل الحديث فيه.
كريم، أكد أن الامتحان جيد، وأفضل مما كان متوقعاً، لكن تمنى لو أن الوقت المحدد للمادة كان أطول، الطالبة ليندى رأت أن السؤال الرابع كان صعباً نوعاً ما، إلا أنها بشكل عام سهلة، لكن علقت على عدد المراقبين مقارنة بعدد الطلاب في القاعة، وعرّجت قائلة: إنه خلال العام الدراسي لم يكن هناك كادر تدريسي، بينما في القاعة العدد فائض من المراقبين.
شيفرة اللغة
من جانبهم، لاحظ المراقبون التزاماً واضحاً من الطلاب بالهدوء والانضباط، وانخراطاً جاداً مع ورقة الأسئلة، ونوهت المراقبة نوال بأنه تم ملاحظة تركيز كبير من الطلاب، وهناك من كان خائفاً من مادة اللغة العربية، إلا أن الأسئلة مدروسة ومناسبة لمستواهم.
فيما أوضح المراقب لؤي أن الأسئلة مشجعة على التفكير، خصوصاً التعبير الذي يجعل الطالب يربط بين عمله كمبرمج ولغته كمتعلم.
رغم اختلاف مسارهم المهني، أثبت طلاب البكالوريا المهنية- المعلوماتية اليوم أنهم قادرون على خوض امتحان اللغة العربية بثقة، ومع أسئلة متوازنة وموضوعات واقعية، جاءت هذه الجلسة لتؤكّد أن اللغة ليست عائقاً، بل جسر يصل الطالب بمجتمعه وثقافته.
ويبقى السؤال: هل ينجح طلاب البكالوريا المهنية في فكّ شيفرة “اللغة” كما يفعلون مع الشيفرات البرمجية؟ الإجابة في النتائج المنتظرة.