من المعلوم أن أعداد الدراجات النارية تضاعفت في شوارع وأحياء دمشق خلال السنوات الماضية إلى أضعاف ما كانت عليه قبل سنوات الحرب، وذلك إما نتيجة أزمة النقل وعدم توفر وسائط النقل الجماعي التي عانى منها معظم المواطنين، أو لارتفاع أجورها إلى حد كبير ما دفع بالكثيرين للاستعاضة عنها باقتناء دراجة نارية تلبي الحاجة بتكلفة أقل وطأة.
لكن الرعونة والاستهتار التي تتسم بها قيادة بعض أصحاب هذه الدراجات مع كثرة عددها باتت ظاهرة تؤرق أهالي دمشق وتتسبب الكثير من الحوادث المؤلمة، ففضلاً عن السير في عكس اتجاه الطريق وعدم الالتزام بالإشارات المرورية والامتناع عن تشغيل الإضاءة ليلاً وممارسة الحركات البهلوانية التي ترعب المارة وسائقي السيارات في بعض الأحيان، والتسابق مع آخرين من أمثالهم، يشتكي الأهالي من أوضاع لا تطاق خاصة ضمن الأحياء السكنية والحارات الضيقة، حيث يمارس أصحاب هذه الدراجات مختلف أنواع الإزعاج بعد منتصف الليل، كالتشفيط والقيادة بسرعة كبيرة وإطلاق الزمامير من دون أدنى مراعاة لحق الجوار في الاسترخاء والنوم الهادئ.
لا شك أن هناك من اقتنى الدراجة النارية ليستعين بها على قضاء حوائجه وتوصيل أفراد أسرته إلى الوجهة التي يريدونها، وهؤلاء غالباً يتقيدون بقواعد المرور، لكن المشكلة في الشبان المتهورين الذين يقتنون الدراجات من أجل التباهي ويقودونها بطرق غير سليمة تتسبب بالضرر لهم وللآخرين، كما يستخدمها بعضهم للقيام بأعمال النشل والسرقة من المارة أو السيارات المركونة على جوانب الطرقات والفرار سريعاً بواسطة هذه الدراجات.
تكررت المطالبات بإيجاد حل نهائي لهذه الدراجات من قبل المواطنين، كما يتكرر الحديث عن مكافحة وحجز الدراجات المخالفة من قبل الجهات المعنية، إلا أن ضررها لايزال واقعاً ملموساً ومشكلة تنتظر الحل.
حديث الناس – هنادة سمير