ثورة أون لاين – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة:
ليست تقارير لجنة التّحقيق الدوليّة التابعة لمجلس حقوق الإنسان حول الحالة في سورية وحدها المنفصلة عن الواقع، والمجافية للحقائق، والبعيدة كلّ البعد عن المنطق، بل كلّ التقارير التي تصوغها المنظّمات الدولية عن سورية هذه الأيام تنطبق عليها هذه الأوصاف، أي جميعها منفصلة عن الواقع، وتحاول تضليل العالم، وقلب الصورة في ذهنه عن ما يجري في سورية.
فمن كان يتابع خلال الأسابيع الأخيرة كلّ نقاشات المنظّمات حول سورية، وكذلك التقارير الصادرة عنها حول حقوق الإنسان والأسلحة الكيميائيّة والمساعدات الإنسانيّة، يجزم بأنّها كُتبت بالحبر السّرّي الأميركي، وبإيحاءات الـ “سي آي إيه”، وبطلبات من البنتاغون والبيت الأبيض والخارجيّة الأميركيّة.
ومثل هذا الكلام ليس مصدره الرغبة باتهام إدارة ترامب العدوانيّة بما ليس فيها، بل هي حقيقة ساطعة كالشمس، وهي ليست محاولة لشيطنتها، فهي لا تحتاج إلى من يشيطنها لأنّ أفعالها الشيطانيّة الإجراميّة ملأت البراري والبحار والمحيطات في المعمورة برمّتها.
ويكفي أن نشير إلى جملة من النقاشات التي دارت في أروقة تلك المنظّمات حول سورية خلال أسابيع فقط، أو مشاريع القرارات التي عرضت على اجتماعاتها، أو القرارات التي صوّت أعضاؤها عليها، كي نتأكّد من حقيقة ما قلناه وذهبنا إليه.
فقرار منظّمة حظر الأسلحة الكيميائيّة الأخير حول سورية على سبيل المثال كان قراراً مسيّساً، وكانت المنظّمة المذكورة مجرد أداة بيد واشنطن لتنفيذ أجنداتها الاستعماريّة، وكذلك الأمر بالنسبة لمشروع قرار المساعدات الإنسانيّة الذي أراد تمرير المساعدات دون موافقة الحكومة السوريّة، والذي طرحته الدول الغربية لتمرير مخطّطاتها الإرهابيّة وأسلحتها للتنظيمات المتطرّفة.
باختصار كلّ ما تحاول أميركا، وأدواتها تمريره في المنظّمات الدوليّة لإدانة سورية، وحصارها، ومعاقبتها، منفصل عن الواقع، بل يقلب الحقائق ويروّج الأكاذيب التي تخترعها الاستخبارات الأميركيّة، وأدواتها الإرهابيّة، وحلفاء واشنطن في المنطقة والغرب الاستعماري، والسوريون ومعهم كلّ شرفاء العالم الذين يؤيّدون قضيتهم يدركون تفاصيلها، ولديهم القدرة على طيّ صفحاتها التضليليّة.