ثمّة ناموس يرقى إلى دستور غير مكتوب لدى علماء الزمن الناجم عن الطاقة والسرعة اشتدت أم تباطأت، يقضي بأن كل شيء في الدنيا له دورة تُعاد تلقائياً كل ثلاثة وثلاثين عاماً، وهو أمر يبدو أن حياتنا لا تخرج عن ناموسه إلا في مسألة الفاصل بين دورة وأخرى..
ففي أيامنا المملة تُعاد الأحداث مرة كل 90 يوماً بشكل دقيق وكأنه ظاهرة ديجافو (شوهد من قبل) فالخبز يفتتح دورة الزمان المعاشي في مجتمعنا لتلحقه المياه ومن ثم الغاز يليه البنزين وبعده المازوت، أما آخر العنقود فهو الطفل المشاكس:الاتصالات..
لم يمض على العاصفة التي أثارتها التصريحات التي أطلقتها وزارة الاتصالات منذ بضعة أشهر حتى أعيدت الكرة من جديد، حيث تزمع وزارة الاتصالات و”التقانة” رفع سعر تعرفة الإنترنت مجدداً بعد أن تعهدت منذ فترة وجيزة بألا تنقض عقدها معنا كما نقضته من طرف واحد سابقاً..
هو أمر يُخشى منه لكون الكلام لا يخضع للرسوم، وعليه فمن غير الواضح مدى التزام الاتصالات بتعهداتها مجدداً، سيما وأن تجديد العقود معها من طرف واحد هو مخالفة واضحة وصريحة للقانون الذي يقضي بأن العقد شريعة المتعاقدين ولم يستثن من أحكامه تقانة وزارة الاتصالات..
الأمر الآخر الأكثر أهمية هو واجب الاتصالات إيضاح ماهية الخدمة التي تقدمها لنا في مجال الإنترنت حتى ترفع أسعار الخدمة المفترضة مرتين اثنتين خلال سنة واحدة..!! إذ ما من سرعة حقيقية للنت في سورية.. وما من أسبوع يمر إلا قليلاً بدون عطل يقطع الخدمة لنعود إلى حل آباء أجدادنا يوم اختراع المحرك البخاري.. أطفئه ثم أدره من جديد..!!
ما المطلوب من المواطن حتى يحظى بخدمة الشبكة العالمية التي باتت تعمل دون انقطاع عبر الهواتف حتى في عمق الصحراء، في حين لا زلنا نعيش على أمل استقرار تردد الانترنت كما الأمل بليتر من الزيت وكيلو من السكر وصحن بيض..؟
كفى تجارباً بالمواطن، ليت الأخبار التي تتحدث عن الأخذ بتوصيات لجنة الإسكوا تكون غير صحيحة.. كفانا ما نالنا منها وممن كان سبباً في ذلك.. حتى نعتمد على آرائه الفاشلة مجدداً.
الكنز- مازن جلال خيربك