ثورة أون لاين – رفيق الكفيري:
أقامت مديرية الثقافة في السويداء اليوم ندوة فكرية بعنوان / نحو صناعة ثقافية متطورة / وذلك في قصر الثقافة بمدينة السويداء ، وأشار باسل الحناوي مدير ثقافة السويداء إلى عناصر الصناعة الثقافية كالعمل الإبداعي والتحويلي أو الإنتاجي. لافتاً إلى أن الثقافة هي الأنشطة الفكرية والإبداعية والفنية التي يمارسها الإنسان، وبدوره لفت الدكتور ثائر زين الدين رئيس الهيئة العامة السورية للكتاب إلى أن الإنسان خلق من الكتابة ذاكرة للنوع البشري لا تموت والذاكرة هي روح الإنسان. مشيراً إلى أن الكتابة هي أهم اختراعات الإنسان بلا منازع ومرت في محطات عديدة منها، المحطة السومرية والكتابة المصرية والطباعة التي تمكنت من نشر العلوم والمعارف وطرح كتاب ورقي بين يدي القارئ، وأشار زين الدين إلى أن العلاقة بين الكتاب والإنسان في مجتمعنا العربي شهدت تراجعاً حالياً عما كانت عليه في الستينيات لقلة عدد الكتب التي تطبع في الدول العربية، وضعف حركة الترجمة، وسوء توزيع الكتاب وضعفه في البلدان العربية على الرغم من كثرة المعارض واعتباره عدواً محتملاً أو ضيفاً ثقيلاً.
الدكتور عاطف البطرس أشار إلى آليات التفكير وأهميتها في الصناعة الثقافية مبيناً العلاقة بين الثقافة كمعرفة والثقافة كنموذج حياة وسلوك، مشيراً إلى آليات التفكير المؤدية إلى إنتاج ثقافي يوصِّف الحالة الثقافية معرفة وليس معلومات، وأهمها الانتقال من فيزياء البصر إلى كيمياء البصيرة، من منطق التفكير النمطي إلى منطق التفكير التشابكي، الابتعاد عن ثقافة الاستجزاء، سطوح الأشياء لا تظهر حقيقتها إنما ما يظهرها هو أعماقها، أن تدرس الظواهر دراسة تاريخية.
بدوره أكد الدكتور فايز عزالدين رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بالسويداء أهمية أن نوفر أدواراً تحفيزية لجيل الشباب وأن نكون الشباب ونكون بهم، أن نعلم الشباب ونعلم بهم، لافتاً إلى أن المدرسة والجامعة تقدم العلم ولكنها لا تستطيع أن تفرض الثقافة اللازمة عند الطلبة، مشيراً إلى أن الشباب هم عماد المستقبل وصناعتنا لهم هي صناعة لوطن متقدم مزدهر.
الدكتور منصور حديفة رئيس فرع جامعة دمشق بالسويداء أشار إلى دور المؤسسات الأكاديمية في تطوير الصناعة الثقافية من خلال نشر العلم ودوره في إعداد الكوادر التعليمية، وتطوير العلم من خلال البحث العلمي، وتوظيف العلم لخدمة المجتمع، معتبراً أن العلاقة بين العلم والثقافة هي علاقة تكاملية.
فيما أشار الدكتور تيسير المصري إلى آفاق الصناعة الثقافية وآفاق تطويرها في ضوء بعض التجارب الناجحة ومنها التجربة الصينية التي وضعت استراتيجية جدية للصناعة الثقافية تتناسب مع إيديولوجيتها السياسية، والتأسيس لثقافة أخرجتها من دائرة التقليد إلى دائرة الابتكار والإبداع، والانتقال بها من مجرد أفكار وقيم ومثل إلى منتج محسوس قابل للتسويق، شارك في الندوة عدد من المثقفين والكتاب وأساتذة الجامعات وحضرها رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام في فرع الحزب المهندس أنور الحسنية ورئيس مجلس المحافظة المهندس رسمي العيسمي ووائل المحيثاوي عضو المكتب التنفيذي المختص في مجلس المحافظة.