أهالٍ من حيي الأشرفيّة والشّيخ مقصود: الاتفاق منطلق لبناء الإنسان تحت راية الوطن

خاص الثورة – فؤاد العجيلي:
“وحدة سوريا أرضاً وشعباً” هو العنوان الأبرز لسوريا الجديدة التي جمعت قيادتها بين أبناء الشعب ضمن إطار المحبة والتعاون، ولتكون “سوريا الواحدة والموحدة هي بوصلة كل السوريين، ومن هنا كانت الاتفاقية الموقعة بين الحكومة السورية و”قسد” فيما يخص حيي الأشرفية والشيخ مقصود، والتي تم توقيعها في الأول من نيسان الجاري، والتي لاقت ترحيباً من أبناء الوطن كلّهم بالرغم من محاولة بعض من يسعون إلى التقسيم عرقلتها، ولكن إرادة الشعب الواحد أقوى من كل محاولات التفرقة.

صحيفة الثورة تتابع وعن كثب تطلعات أهالي الحيين، والذين غمرتهم السعادة بهذا الاتفاق.

حب الوطن يجمعنا

الشيخ علي الحسين- خطيب جامع أحمد البدوي في حي الأشرفية: ما يميز سوريا أنها مهد الديانات السماوية، وتضم بين ظهرانيها أبناء جمعتهم الإنسانية، متمثلين قوله سبحانه وتعالى: “إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم”، وقوله تعالى: “واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا”، وقول النبي العربي الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: “المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً”، ومن هذا المنطلق فإنّ أبناء حلب عامة كما أبناء سوريا، وأبناء حيي الأشرفية والشيخ مقصود يتطلعون بفخر واعتزاز لهذه الاتفاقية، والتي دخلت حيز التنفيذ بفضل الله سبحانه، وبمتابعة من القيادة السورية ممثلة بالحكومة ومجلس الحيين ضمن قوات سوريا الديمقراطية، والتي هي جزء أساسي من النسيج السوري، وهذا ما نعمل عليه في المؤسسة الدينية عبر الخطب المنبرية والدروس الجامعية في المساجد بالتنسيق مع مديرية الأوقاف في محافظة حلب.

بالمحبة بني الإنسان

عبير بطال- من أهالي منطقة عفرين- مديرة مدرسة رفعت حاج سري في حي الشيخ مقصود: نحن في حي الشيخ مقصود المنطقة الأكثر تنوعاً في النسيج السوري، الأكراد والعرب والتركمان وأهل الريف، كنا نعيش مرحلة من القلق والتوتر والخوف والتحسب من المستقبل بعد تحرير سوريا وفرحة النصر، وشاء الله أنه تم توقيع الاتفاقية بين “قسد” (الذين هم من الترنيمة السورية) والحكومة السورية، وقد كانت الفرحة عارمة على جميع الأفراد في المنطقة، ولاسيما في المدارس، وكان الأهل متخوفين من إرسال أبنائهم إلى المدرسة، ولكن بالمحبة للوطن أزلنا هاجس الخوف لدى الأهالي، وشاركنا الأطفال والمعلمين احتفالية الاتفاق، وكأنّه عرس سوري جميل، وعاد المنقطعون إلى مدارسهم، وأصبح تعاملنا مع المكون الكردي في المدرسة أكثر وداً بعد أن كان نداً وتحدياً في السابق، وهذا ما ينعكس على عطاء المعلم وقدرته على الإبداع، والإدارة الكردية أصبحت متعاونة أكثر، وكنا نختلف على وجود العلم سابقاً، ولكن حالياً أصبح علمنا واحداً ورايتنا واحدة.

وحدة وطنيّة

عزيز عبود- ناشط اجتماعي وسياسي في مجلس حيي الأشرفية والشيخ مقصود: لقد عمل النظام البائد ولعقود على تمزيق النسيج المجتمعي السوري وبث السموم والفتن والتفرقة، والتي كان آخرها حالة القمع والإجرام التي لا مثيل لها في فترة الثورة السورية، وحالة الأمر الواقع التي فرضها على السوريين بكل النواحي، وبعد انتهاء مرحلة التحرير تبدأ مرحلة البناء، ولا شك أنّ أول ما يجب أن يُبنى هو إنهاء حالة الانقسام وإعادة الوحدة التي تعتبر هدفاً لكل أطياف الشعب السوري، وأن كل السوريين متفقون على سوريا موحدة وسوريا لجميع أبنائها على أساس المواطنة العادلة.

وترسيخاً لحالة الوحدة الوطنية وترجمتها على أرض الواقع تم توقيع الاتفاق التاريخي بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية والذي سد كل الذرائع وكل سبل التجزئة التي يسعى كثيرون التعويل عليها لاستمرار الانقسام، وتترجم هذا الاتفاق بالخطوة الأولى على أرض الواقع من خلال البدء بمدينة حلب التي شهدت تنفيذ الخطوات العملية بين مديرية الأمن بحلب ومجلس حيي الشيخ مقصود والأشرفية، ومن خلال اللقاء مع الكثيرين من أبناء الحيين لمست ارتياحاً كبيراً لديهم وشعوراً بالمسؤولية الوطنية والانتماء.

عامل وحدة
ناهد محمود قرمو- من أهالي منطقة دارتعزة – أمينة سر مدرسة البراء بن مالك في حي الشيخ مقصود: هذا الاتفاق يعبر عن تطلعات السوريين نحو وحدة سوريا، وستكون له منعكسات على مختلف المناحي الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية، وأخص بالذكر التعليمية لأنها تهدف إلى بناء الإنسان وتسليحه بالعلم والمعرفة، وكنا ومازلنا سابقاً في مدارس حيي الأشرفية والشيخ مقصود نعتمد المنهاج التدريسي للجمهورية العربية السورية مع تخصيص حصص لتدريس اللغة الكردية، كلغة مثلها مثل باقي اللغات “الإنكليزية والفرنسية”، كون أغلبية سكان هذين الحيين من الإخوة الأكراد السوريين، وهذا لا يعدّ عامل تفرقة بين السوريين، إنما هو عامل محبة ووحدة بين مكونات الشعب السوري كلها، وكلنا تفاؤل بالقيادة السورية الجديدة التي خلصتنا من النظام البائد الذي عاث فساداً في الأرض والشعب.