الثورة: أسماء الفريح
تنديداً بحرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة وللمطالبة بوقف المجازر واستهداف العزل، عمّ إضراب شامل المحافظات الفلسطينية اليوم، في وقت واصل فيه الاحتلال جرائمه وانتهاكاته في مناطق الضفة الغربية. ووفق وكالة وفا فإن الإضراب الذي دعت إليه القوى الوطنية الفلسطينية تزامناً مع حراك عالمي مماثل، شمل مناحي الحياة كافة، حيث أُغلقت الجامعات والمدارس والبنوك والمصارف والمحلات التجارية والمؤسسات الحكومية والأهلية والمصانع والمعامل وخلت الشوارع من المركبات والمارة، وسط دعوات لمواصلة فعاليات المواجهة مع الاحتلال.
وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت ارتفاع حصيلة شهداء العدوان في غزة إلى 50752، والمصابين إلى 115475، منذ بدئه في السابع من تشرين الأول 2023، مشيرة إلى وصول جثامين 57 شهيداً و137 إصابة إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الـ 24 الماضية. وواصلت قوات الاحتلال عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ71 على التوالي، ولليوم الـ 58 على مخيم نور شمس، وسط تعزيزات عسكرية وتصعيد ميداني ورغم ذلك عم الإضراب محافظة طولكرم . وتابعت قوات الاحتلال تمركزها في منازل داخل المخيمين، حيث حولت عدداً منها إلى ثكنات عسكرية بعد طرد سكانها منها ولاسيما بعد منتصف الليل، في وقت انتشرت فيه آليات الاحتلال في محيطهما وسط حصار مطبق عليهما وعدوان متواصل ألحق أضراراً جسيمة في البنية التحتية والممتلكات من جراء عمليات الهدم والتفجير والحرق. وأسفر العدوان المتواصل على المدينة ومخيميها عن استشهاد 13 فلسطينياً بينهم طفل وامرأتان، إضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، ونزوح قسري لأكثر من 4000 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، إلى جانب عشرات العائلات من الحي الشمالي للمدينة بعد الاستيلاء على منازلهم وتحويل عدد منها لثكنات عسكرية. كما دمر الاحتلال 396 منزلاً بشكل كامل و2573 بشكل جزئي في المخيمين المذكورين، إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية.
في سياق انتهاكات الاحتلال المتواصلة، اعتقلت قواته اليوم أربعة عشر فلسطينياً من مخيم الجلزون برام الله وقلقيلية والخليل ونابلس بعد مداهمة منازلهم وتفتيشها. وكانت قوات الاحتلال أعدمت مساء أمس طفلاً فلسطينياً “14” عاماً وأصابت اثنين آخرين خلال اقتحامها بلدة ترمسعيا شمال رام الله، فيما أكدت الخارجية الفلسطينية في بيان رداً على هذه الجريمة أن الشعب الفلسطيني ما زال ضحية مستمرة للاحتلال، وأيضاً لعدم تحمّل المجتمع الدولي لمسؤولياته القانونية تجاه الظلم التاريخي الواقع عليه، واستمرار احتلال أرضه.
بهدف الاستيلاء عليها، نصب مستعمرون عدداً من “الكرفانات”، وخيمة على أراضي الفلسطينيين في قرية أم الخير جنوب الخليل بعد أن قاموا في وقت سابق بحفريات واسعة فيها، وهذا ما جعلها محاصرة من جميع الاتجاهات. كما هدمت آليات وجرافات الاحتلال اليوم مساكن وخيام أهالي قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف والمهددة بالاقتلاع والتهجير في منطقة النقب داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948للمرة الخامسة منذ مطلع العام الجاري وللمرة الـ239 منذ عام 2010. وفي تصعيد خطير بحق المقدسات الفلسطينية، أفادت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بوضع سلطات الاحتلال أقفالاً على جميع أبواب غرف الحرم الإبراهيمي؛ مثل باب مقام سيدنا يوسف عليه السلام، وباب غرفة “المبخرة”، وباب غرفة الأذان، وباب غرفة السدنة في القسم المغتصب. وقالت الوزارة في بيان لها إن ما قام به الاحتلال خطوة خطيرة تهدف إلى المسّ بشكل واضح بسيادة الوزارة على الحرم الإبراهيمي الشريف بأروقته وساحاته وغرفه، والأبواب الداخلية والخارجية فيه.