الثورة- ترجمة هبه علي:
تواجه إدارة ترامب حالة من الانقسام بشأن كيفية الرد على الوجود العسكري الروسي في سوريا وما إذا كان ينبغي لها أن تطلب من الحكومة الانتقالية الجديدة إخراج القوات الروسية من قاعدة بحرية وجوية في البلاد، وتوفر العقوبات الأميركية على سوريا لواشنطن نفوذاً هائلاً للتأثير على الحكومة الجديدة برئاسة أحمد الشرع والذي قاد الإطاحة بالديكتاتور بشار الأسد.
في الشهر الماضي، قدّم مسؤولو ترامب لممثلي الشرع قائمة شروط لرفع العقوبات في نهاية المطاف، لكنّ إلغاء الوجود العسكري الروسي في البلاد لم يكن من ضمنها، وفقاً لشخصين مطلعين على الوضع.
قال مصدر مطلع على الأمر: “هناك جدل داخلي واسع النطاق داخل الإدارة حول الموقف الذي يجب اتخاذه تجاه القاعدة الروسية، وقد نوقش هذا الأمر داخل وزارة الخارجية والبيت الأبيض، وكان هناك ضغط من بعض أعضاء الإدارة لإزالة القاعدة الروسية”، وأضاف الشخص إن إخراج القوات الروسية “ليس مطلوباً حالياً من السوريين مقابل رفع العقوبات”.
إن التدخل الروسي في سوريا يشكل نقطة اشتعال محتملة أخرى في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جلب موسكو إلى طاولة المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار مع أوكرانيا.
في مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 18 آذار بشأن أوكرانيا، تحدث ترامب بشكل عام عن الشرق الأوسط “كمنطقة تعاون محتملة لمنع الصراعات المستقبلية”، لكن ترامب أصبح يشعر بإحباط متزايد تجاه بوتين بسبب رفضه وقف القتال مع كييف، وهدد بفرض عقوبات.
ويقول صقور روسيا في الكونغرس: إن إزالة الأصول العسكرية الروسية في سوريا هو طلب سهل من الشرع، ومن شأنه أن يحقق انتصارات جيوسياسية كبيرة للولايات المتحدة في المنطقة، وقال النائب جو ويلسون (جمهوري من مقاطعة كاليفورنيا) لصحيفة ذا هيل: “إنني آمل أن يتم بذل كل جهد ممكن لإزالة القاعدة البحرية الروسية في طرطوس، وبالمثل إزالة القاعدة الجوية التي تمتلكها روسيا في سوريا”.
اتخذ السيناتور جيم ريش (جمهوري من ولاية أيداهو)، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، موقفاً أكثر حذراً، قائلاً: إن ابتعاد دمشق عن روسيا وشركائها- الصين وإيران وكوريا الشمالية- من شأنه أن يفيد الولايات المتحدة، وقال: “إذا أردنا ذلك وأرادوا ذلك، يتعين علينا أن نحاول تحقيق ذلك”، وأضاف ريش: إنه لا يزال في وضع “الانتظار والترقب” بشأن ما إذا كانت السلطات الجديدة في دمشق جديرة بالثقة، لكنه قال: إن تخفيف بعض العقوبات أمر ممكن، أعتقد أن ما يجب علينا فعله هو تعليق بعض العقوبات، حتى يتمكنوا من البدء بإعادة بناء بلدهم، أعتقد أنه يجب أن نمنحهم هذه الفرصة، لكنني ما زلت في حالة ترقب لمعرفة إلى أين يتجه هذا البلد. روسيا ارتكبت جرائم حرب واسعة النطاق، حيث قتلت آلاف المدنيين السوريين، ودمرت المستشفيات والمدارس والمساجد والأسواق والكنائس والأحياء السكنية”، ولكن التقارير تشير إلى أن بوتين يتواصل مع الشرع ويعرض عليه “التعاون العملي” في وقت تواجه فيه الحكومة أزمة اقتصادية ساحقة، والعقوبات الدولية المستمرة التي كانت مفروضة على نظام الأسد.
في شباط الماضي قدّمت روسيا ما يعادل 23 مليون دولار بالعملة السورية بأسعار الصرف الرسمية إلى البنك المركزي في دمشق، وفقاً لما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال، ما يمد يد العون للسلطات السورية الجديدة في ظل غياب جهات مانحة أخرى محتملة، وقد امتنعت أوروبا والدول العربية والخليجية حتى الآن عن تحويل الأموال، خشية الوقوع في مخالفة للعقوبات الأمريكية.
وبحسب صحيفة موسكو تايمز، بدأت روسيا بشحن النفط والغاز إلى سوريا في محاولة للحفاظ على قواعدها العسكرية، وتواجه الحكومة السورية أزمة طاقة حادة، إذ لا تملك القدرة على تطوير احتياطياتها النفطية، وكان نظام الأسد يعتمد على النفط الإيراني، الذي انقطع إلى حد كبير مع هروب الأسد وطرد إيران من البلاد.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية لصحيفة “ذا هيل”: إن الإدارة تراقب تصرفات السلطات السورية المؤقتة في عدد من القضايا بينما “نحدد السياسة الأميركية المستقبلية تجاه سوريا”، وذلك رداً على سؤال حول ما إذا كان إغلاق القواعد الروسية شرطاً لتخفيف العقوبات.
وأضاف المتحدث إن “الولايات المتحدة تريد في نهاية المطاف أن تعيش سوريا بسلام مع جيرانها، وتحترم حقوق الإنسان، وتمنع الإرهابيين من استخدام أراضيها كملاذ آمن”.
المصدر- The Hill