الثورة – سومر الحنيش:
في خطوة تاريخية تعتبر بمثابة إعلان ميلاد لمرحلة جديدة، أُطلقت وزارة الرياضة السورية ككيان مستقل، لأول مرة منذ عقود، لتنهي حقبة من التهميش والإدارة المركزية التي حوّلت الرياضة إلى أداة سياسية، بدلاً من كونها أداة لصناعة الفرح وبناء الإنسان، هذا القرار الذي لاقى ترحيباً واسعاً في الشارع السوري، يطرح تساؤلات عن آليات تحويل هذا الحلم إلى واقع، خاصة في بلد أنهكته الأزمات، لكنه لا يزال يختزن في جعبته عشرات المواهب الرياضية الواعدة.
ننتظر الإصلاح
عبّر عدد من الرياضيين والمدربين الذين التقينا بهم عن تطلعاتهم تجاه المرحلة القادمة، مؤكدين أن الأولوية يجب أن تكون لبناء بيئة رياضية عادلة ومحترفة، كما يؤكد المدرب ياسر المصطفى الذي أضاف: “لدينا طاقات بشرية هائلة، لكن لم يكن لدينا منظومة تدعمها بشكل منصف، اليوم نحن أمام مرحلة جديدة، تحمل في طياتها الكثير من التفاؤل برياضة سوريّة نستحقها”.
ويضيف اللاعب السابق والمدرب حمود الحمود : “المنشآت شبه مدمرة، نحتاج إلى استثمار فعلي في البنية التحتية، ونحتاج إلى خصخصة الأندية، لدينا العديد من المواهب الرياضية في سوريا، لكنها بحاجة إلى الرعاية والاهتمام”.
النهوض بالرياضة
لتحقيق نهضة رياضية حقيقية، يرى مختصون أن على الوزارة تبنّي خريطة طريق واضحة، تتضمن عدة خطوات ومنها: إطلاق خطة لمحاربة الفساد في جميع الاتحادات، وإطلاق خطة استراتيجية وطنية شاملة لتطوير الرياضة على جميع المستويات، وتأهيل وإعادة بناء المنشآت الرياضية في مختلف المحافظات، واستقطاب الاستثمارات المحلية والخارجية لتطوير القطاع وفتح الباب أمام الشركات مع القطاع الخاص، وتحديث آليات العمل داخل الاتحادات والأندية، ورعاية المواهب الشابة، وتقديم منح وفرص تدريبية داخل وخارج سوريا، وإدخال التكنولوجيا الحديثة في التدريب، والتأهيل البدني، وتحليل الأداء.
الرياضة لبناء المستقبل
تشكل المرحلة القادمة فرصة تاريخية لإعادة صياغة واقع الرياضة السورية، وتحويلها إلى منصة لإطلاق طاقات جيل يؤمن بالمنافسة الشريفة والإنجاز، فإقرار وزارة الرياضة – رغم التحديات – يعد خطوة محورية نحو مسار جديد، يعتمد على الإرادة والتخطيط العلمي، ليكون بداية لمستقبل رياضي واعد، لم يعد بعيداً كما كان.