الثورة أون لاين-آنا عزيز خضر:
تنبع أهمية الإشكالية في العمل الفني، من كونه قادراً على استقطاب قضايا متنوعة. اجتماعية وثقافية وفكرية ونفسية وغيرها من القضايا التي تجتمع وتتشابك، لتدور حول تلك الإشكالية التي تكشف عن سلوكيات ومواقف وآليات تفكير، تتجلى عبر شخصيات تتصارع وقد استفزت جميع حواسها وتفكيرها وتفاعلها، فتلك الإشكالية قادرة على استفزاز كل ما من شأنه أن يكشف مكامن الشخصيات، وأن يخرج ما بدواخلها تجاه قضية ما، والدوران في إطار من الطروحات العديدة القادرة على قول الكثير والكثير مما يقارب حياتنا اليومية والإنسانية بامتياز.
هذا ما تناوله العرض المسرحي “بيت الشغف” الذي يدور حول الميراث وتناقض الورثة في إطار من تداخل وصراع في العلاقات الأسرية والاجتماعية.
العرض الذي يقدم على خشبة مسرح الحمراء بدمشق، هو من إعداد وإخراج الفنان “هشام كفارنة” وقد شارك فيه نخبة من النجوم السوريين وهم “يوسف المقبل” و “أمانة والي” و”صفاء رقماني” و “مجدي المقبل”.
تضمن العرض العائد إلى المشهد الثقافي الذي توقف لأشهر بسبب جائحة كورونا، عوالم من الشغف التي فرضت عودة المسرح وجمهوره، وهو ما يؤكد بأن السوريين بالفعل هم أهل التحدي لكل الملمات والعوائق.
في العرض الذي خرج للنور في أحلك الظروف وأصعب الحصارات، كان هناك شاعرية واضحة فرضت حضورها على الفضاءات، إضافة إلى الحوار الغني القادر على استنباط الكثير من أفكار وآفاق الشخصيات والمشاعر، كما الرؤيا التي بنيت على عالم من الشغف المتمازج مع الواقع ليلهمه بدوره المزيد والمزيد من تدفق مستمر لتفاعل ترفده دوافع الحياة دون كلل أو ملل.
حول هذه المسرحية، تحدث الفنان “يوسف المقبل” قائلاً :
“بيت الشغف” مسرحية تم اقتباسها عن رائعة “يوجين أونيل” “رغبة تحت شجرة الدردار” وتتناول في موضوعها الرئيسي، تكالب الإنسان على الملكية وما يرافقها من جنون يصل حد القتل، وما يدور في نفس الإطار الذي يفقد الإنسان فطرته الإنسانية متمرغاً في عالم من الجشع المقيت. أيضاً، ما يتركه من نوازع بشعة وآثار سلبية على سلوكه، مقابل سعيه المستميت للحصول على المال”.