الثورة أون لاين:
انسجاماً مع دورها كـ«ثائرة من العالم عبر الفن»، تجاهلت الفنانة اليابانية التسعينية يايوي كوزاما إشكاليات جائحة «كورونا»، التي وإن منعتها من الخروج من مستشفى الأمراض العقلية في طوكيو إلى مشغلها الحرفي القريب، لم تقف حائلاً دون سعيها، عبر أعمالها، إلى حشد البشرية لمواجهة الجائحة، ودعوة الفيروس «للاختفاء عن وجه الأرض».
رسالة كوزاما الجديدة المفعمة بالنور والحب عنوانها «إلى العالم أجمع»، وهي رسالة تمكنت بفضل شعبية مطلقتها الهائلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من الوصول إلى كلّ أنحاء العالم.
ولطالما كان لمشروع كوزاما الزاخر بالشباك والأزهار ونقاط بولكا، طموحات قابلة للانتشار الكاسح.
وقد كتبت عنها لين زيليفانسكي القيّمة على المعارض ذات مرة: «لقد أرادت كوزاما لعملها أن يجتاح العالم ويسيطر عليه كالوباء»، وها هي بعد 22 عاماً و122 معرضاً تسير على الطريق بحيث لا يستطيع أيّ وباء فعلي أن يردعها، ولا يزال معرضها في برلين في أيلول المقبل حدثاً منتظراً سيشهد إطلاق «غرفة المرآة اللانهائية» الجديدة.
تقدّم كوزاما كلّ ما يمكن لمتحف في القرن الواحد والعشرين أن يطلبه من فن وجماهير خبيرة وإعجابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومال وفير.
منذ عام 2011 ومتحف كوزاما يجوب العالم مع خمسة معارض تنقلت في 34 دولة، وحظي معرضها الاستعادي عام 2014 في أميركا الوسطى والجنوبية بعنوان «الهوس اللانهائي» بأعلى عدد زائرين فاقوا المليونين.
أما معرض «مرايا اللانهاية» فتنقل بين ست مؤسسات في أميركا الشمالية بين أعوام 2017 و2019 وتضمّن ستاً من غرف مرايا الفنانة الـ20 وجذب 800 ألف زائر وكرّس مفهوم المعارض المصوّرة على انستغرام أنها خيار المؤسسات.