عيد بلا كورونا ..!

 

لم يعد الأمر يحتمل التنظير بدلاً من التدبير في مواجهة انتشار كورونا والأمر لا يحتمل أيضاً الاستخفاف لا سيما ونحن مقبلون على عيد الأضحى المبارك وبانتظارنا عطلة طويلة تمتد لأسبوع يمكن الاستفادة منها في الابتعاد عن كل ما يمكن أن يتسبب بالإصابة وفي نفس الوقت فإن العيد مناسبة للتذكير بأهمية أن نتقبل كل ما هو ممنوع من الإجراءات على قاعدة الحفاظ على سلامة الجميع، و لعل أحد الأمثلة التي نسوقها هنا قد يثير الجدل لكنه يعتبر من المظاهر التي تؤذي الجميع في زمن الأوبئة والمثال يتعلق بالتقبيل أو المصافحة في الأعياد، حيث ارتبطت عادة التقبيل لدينا بتبادل التحية فأصبحت طقساً لا يغيب بمناسبة وبدون مناسبة وصارت جزءاً من ثقافتنا رغم أن التأمل فيها حتى قبل الكورونا سيصل بنا إلى حقيقة أضرارها الصحية التي لا تعد ولا تحصى لكننا نتجاهل ذلك خجلاً وتحسباً من اعتقاد من لا نصافحه بعدم المحبة وأحيانا الاتهام بالاستعلاء عليه. لكن التعامل مع أي واقع جديد يفترض أن تواكبه ثقافة هذا الوقع ولعل الثقافة الجديدة تتطلب منا مواجهة الواقع على حقيقته والخروج من الخفاء إلى العلن في ممارسة هذه الثقافة الوقائية بدلاً من بعض العادات التي تصبح أحيانا مؤذية ومستمرون بها رغم أننا نعرف أنها مؤذية.

الأمر الآخر صحيح إن الإمكانيات لدينا متواضعة أمام ما هو مطلوب لمواجهة هذا التحدي الصحي لكن الصحيح أيضا أن الإجراءات المتخذة وفقا لما هو متوافر من إمكانيات هي إجراءات مهمة كان الهدف منها منذ اللحظات الأولى الحجر على الوباء قبل الحجر على أية إصابة متوقعة.

لكن للآسف الملفت أنه رغم كل ما تقوم به الجهات المعنية ومؤسسات الدولة من حملات توعوية وإجراءات لمنع انتشار وباء كورونا والنجاة منه عبر الوقاية، إلا إن وقائع الحياة اليومية تكشف بوضوح بعض التجاوزات والمخالفات و أكثر من ذلك نلاحظ أحيانا الاستهتار بهذه التعليمات وتجاوزها رغم خطورة ما قد ينجم عنها.

لقد أكدت الوقائع في عدد من بلدان العالم أن الاستهتار وغياب الوعي هو الخطر الأكبر الذي يهدّد بتوسع انتشار الوباء فقد اجتاح الوباء معظم دول ومناطق العالم وأكثر من ذلك إن اكتشاف العلاج واللقاحات لهذا المرض، لم يصبح بعد بمتناول اليد ما يعني أن الوقاية هي الخيار الوحيد لمواجهة انتشاره والاخطر من ذلك كله أن سرعة انتشار المرض وسهولة انتقال العدوى يتسبب بارتفاع كبير في عدد الإصابات .

من هنا يبدو واضحا أن الأخطر في الموضوع هو الجهل بخطورة التجاوزات التي قد تعرض حياة الناس للخطر، الأمر الذي يتطلب منا جميعا التقيد بالاجراءات الاحترازية وأن يكون القلق (وليس الخوف) مشروعاً وهاجساً يرافقنا فالوباء لم ينحسر حتى الآن ولا يجوز التهاون وعدم الالتزام بشروط السلامة كي لا نصل لا سمح الله إلى مرحلة الخوف والخطر الحقيقي الذي يحتاج إلى فرض الحظر الشامل إذا تطورت الجائحة، فما أسهل الحل الآن وهو الوعي وعدم الاستهتار والتقيد بالإجراءات الاحترازية ونتأمل أن يمر عيد الأضحى المبارك على الجميع بالصحة والسلامة وبلا كورونا.

الكنز – يونس خلف

آخر الأخبار
"أطباء بلا حدود": نوسّع تدخلاتنا في سوريا استجابة لاحتياجات متزايدة  حصرية: الاستثمارات السعودية ستنعكس مباشرة على سعر الصرف  ماكرون يبحث مع الرئيس الشرع ملف الجنوب ويشدد على استئناف الحوار بين الحكومة و"قسد"  وزير الداخلية يبحث مع المحافظين سبل تعزيز الأمن والاستقرار في ظل التحديات الراهنة اتفاق سوري سعودي لتأهيل الكوادر وتحديث قطاع الإسمنت في سوريا دمشق تؤكد انعقاد لقاء سوري – إسرائيلي في باريس بوساطة أميركية لبحث التصعيد جنوب سوريا مشاركون في "روميكس وكيم أكسبو وسيريا بلاست": تحويل الأموال والدعم اللوجستي تحديات القطاع الصناعي سوريا.. من الاعتماد على المساعدات إلى انتعاش يقوده الاستثمار متابعة واقع المهجرين في مركز إيواء جباب "كن عونا "  و "المعرفة للتنمية" تقدمان خدمات متعددة لمهجري السويداء مفردة الكهرباء مبهمة وغائبة عن قدسيا والهامة.. أهالٍ  لـ"الثورة": لم نلمس أي تحسن حتى اليوم الأمم المتحدة: نزوح 176 ألف شخص من جنوب سوريا والوضع الإنساني "بالغ السوء" السلم الأهلي الطريق الوحيد لبناء سوريا قوية وصمام الأمان للمجتمع   "صحة درعا" تحذّر من التعرض لأشعة الشمس   صندوق الأمم المتحدة للسكان: كارثة إنسانية على الأمهات والولادات بقطاع غزة  العمل من المنزل بين الراحة المأمولة والعبء الخفي.. قراءة في الفرص والتحديات  فواز تللو لـ "الثورة": مساحة مفتوحة للحريات والعمل السياسي والتعبير عن الرأي  تأهيل آبار وإزالة تعديات على خطوط مياه الشرب في درعا   وزير المالية: منحة سعودية تصل إلى 60 بالمئة ضمن تمويلات الصندوق للتنمية في سوريا  تمديد ساعات عمل باصات النقل الداخلي في اللاذقية