الثورة أون لاين – فؤاد الوادي:
هي وقاحة الإرهاب وسذاجة الوهم الذي يخدع أصحابه ويحولهم إلى دمى رخيصة في أيدي المحتل الأميركي الذي لا يزال يلعب على وتر الطموحات والأوهام الانفصالية التي زرعها في عقول ومخيلة تلك الميليشيات المريضة والمنفصلة عن الواقع والبعيدة عن حقائق الجغرافيا والتاريخ.
سرقة موصوفة، وإمعان في الإرهاب ضد شعبنا العظيم، هذا ما يقوم به الأميركي العاجز عن تحقيق أي نصر ميداني على الأرض يبدل ويغير حوامل وعناوين المشهد، فيما تبدو على ذات الضفة ميليشيا “قسد”، الأكثر غباء وسذاجة كونها لم تتعظ، ولم تتعلم من تجارب التاريخ التي تحفل بالدروس والعبر والنهايات الكارثية لكل من راهن على المحتل وارتمى في أحضانه، ولكل من تعلق بخيوط الوهم التي يرمي بها الأميركي لاصطياد ضحاياه.
الاتفاق الموقع بين ميليشيا (قسد) من جهة، وشركة نفط أميركية من جهة أخرى، هو امتداد للمحاولات الأميركية المتواصلة للحصار والتصعيد والضغط على الشعب السوري وهذا يندرج ضمن سياق مسلسل الابتزاز الأميركي لانتزاع ما لم تستطع انتزاعه في الميدان، لذلك فإن هذا الاتفاق يشكل دليل إدانة ضد منظومة الإرهاب على وجه العموم وضد الإدارة الأميركية بشكل خاص، إدانة بأنهم ماضون في سياسة الإرهاب والحصار والتجويع وذبح الشعب السوري وعلى مرأى من مؤسسات المجتمع الدولي التي باتت هي الأخرى شريكة في هذا الإرهاب والقتل.
اتفاق مرتزقة (قسد) مع المحتل الأميركي هو امتداد للممارسات الوحشية والإرهابية التي لا تزال تقوم بها ميليشياتها بحق الأبرياء والمدنيين في الجزيرة السورية، وهذه الميليشيا تراهن على المحتل الأميركي وشريكه الصهيوني من أجل تحقيق أوهامها الانفصالية التي غرسها الأخير كأداة له، لكنها تجاهلت في الوقت ذاته أن الأميركي نفسه لم ولن يقدر على تحقيق أي من أجنداته وأوهامه الاستعمارية في سورية فكيف سيساعدها في تحقيق أوهامها الانفصالية؟، وهذه حقيقة أكدتها مجريات الحرب الإرهابية التي لم تستطع فيها الولايات المتحدة وشركاؤها وأدواتها قلب الواقع أو تغيير أي من القواعد والمعادلات المرتسمة على الأرض برغم حجم الدمار والخراب والدماء الذي أحدثته وأراقته.
الأكيد والمؤكد أن ورقة (قسد) باتت محروقة، مهما استخدمها الأميركي كمطية لتنفيذ أجنداته الاستعمارية، ولا سيما المتعلق بنهب خيرات وثروات الشعب السوري، لذلك سوف يقوم كما فعل في السابق مع كل عملائه وأدواته برميها على أرصفة الزمن ومزابل التاريخ، ليتسولوا ويستجدوا ويحلموا، بعد أن كانوا يحلمون بكيان مصطنع كان المحتل قد وعدهم فيه على مقاسات أجنداتهم وأوهامهم التقسيمية والتخريبية التي تدمر الأوطان وتعبث بحقائق التاريخ والجغرافيا.