يبقى الرهان على وعينا هو ملاذنا وأملنا وسلاحنا الوحيد لمواجهة جائحة كورونا، برغم الاستهتار الكبير الذي طبع سيرورة حياتنا خلال الأيام والاسابيع الماضية .
فالالتزام والتقيد بإجراءات الوقاية والسلامة، بدءاً من ارتداء الكمامة والنظافة الشخصية، وليس انتهاء بالتباعد المكاني وتجنب أماكن الازدحام والتجمعات والأسواق قدر الإمكان، بات امراً ضرورياً وملحاً بعد ان دخلنا المرحلة الأخطر في مواجهة هذا الفايروس.
كل الدول التي اجتاحها فيروس كورونا وانتشر فيها، كان السبيل الوحيد لمواجهته هو الوعي الاجتماعي والصحي، برغم الإمكانيات والوسائل والقدرات والأنظمة الصحية المتقدمة التي تملكها تلك الدول، والتي لم تستطع كبح جماح هذا الوباء والسيطرة على انتشاره إلا بوعي مواطنيها والتزامهم بكل إجراءات الوقاية والسلامة التي دعت إليها منظمة الصحة العالمية.
من المحزن جداً أن نقول إن الاستهتار والتهاون لايزال يطبع سلوك الكثيرين حيال الالتزام بالإجراءات الصحية والوقائية التي أعلنتها ودعت إليها منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة للتصدي لهذه الجائحة ، فيما بدا وكأنه تدافع إرادي نحو الخطر الذي بدا ينتشر بيننا كالنار في الهشيم، بعد أن وجد في تجاهلنا واستهتارنا المفرط منفذاً واسعاً للتسلل والتنقل والانتشار بحرية .
الوعي بخطورة الموقف بات ضرورة وطنية بقدر ما هو ضرورة أخلاقية، كونه أضحى العامل الأساسي في حسم هذه المواجهة لصالحنا، ولاسيما بعد أن تحول الامر الى كابوس مرعب بدأت ظلاله السوداء تخيم فوق رؤوسنا.
عين المجتمع- فردوس دياب