وباء كورونا ومحاولة فهم مآلات انتشاره وما يمكن فعله لكبح هذا الانتشار

الثورة أون لاين – ابتسام هيفا:

ذكر الدكتور محمد خير محمد رئيس نادي النمذجة والمحاكاة في الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية في اللاذقية أننا نجحنا نسبياً في سورية بتأخير تفشي الوباء وهو إحدى شروط ما يسمى تسطيح منحني الوباء والذي يقتضي تأخير التفشي وتخفيض ذروة الإصابة حيث يتيح تأخير انتشار الوباء كسب الوقت لتجهيز البنية الطبية استعداداً لمواجهة الوباء لاحقاً. ليظهر التحدي الأهم الآن وهو الشرط الآخر والمهم جداً في تسطيح منحني الوباء المتمثل بتخفيض ذروة الإصابة.
وأضاف تسبب الحظر السابق بصعوبات اقتصادية بالغة ولم يعد ممكناً فرض المزيد من الحظر لما لذلك من تداعيات اقتصادية كبيرة ستطول حتى قدرة الفرد على مواجهة الوباء لأنها ستسبب عجزاً عن تأمين الغذاء الجيد وعجزاً عن تطبيق إجراءات الوقاية الصحية٬ لكن ومن جهة أخرى إن العودة التامة لمختلف قطاعات الحياة ونشاطاتها ولا سيما تلك التي تستدعي تراكماً بشرياً غير مبرر سيسبب قفزات كبيرة في الإصابات وسيحول دون القدرة على تخفيض عدد الإصابات المتوقع.
قمنا بمحاكاة الحالات الثلاث التالية لعينة سكانية مكونة من 20 ألف شخص ظهرت فيها إصابة واحدة.
المحور الأفقي يمثل الزمن بالأيام٬ والمحور العمودي يمثل عدد الإصابات.

--029M.jpg
الحالة الأولى: لم يطبق على العينة السكانية أي حظر ٬ ولا إجراءات وقاية ولكن لم تحصل نشاطات ذات طبيعة تكدسية للأشخاص وكانت النتيجة كما يظهر بالمنحني باللون الأسود٬ حيث يتضح حصول قفزة كبيرة في عدد الإصابات خلال وقت قصير.
الحالة الثانية: تم اتباع بعض القواعد الأساسية مثل التباعد الاجتماعي وأساليب الوقاية بمستوى متوسط من الالتزام٬ وكانت النتيجة كما يظهر بالمنحني باللون الأحمر. يتضح تأخر حصول التفشي وانخفاض ذروة الإصابات وهو ما يعني شكلاً من أشكال تسطيح منحني الوباء مقارنة بالحالة الأولى.
الحالة الثالثة: مثل الحالة الثانية تماماً لكن فقط حتى اليوم العاشر حيث تم التخلي بعد ذلك اليوم عن كل إجراءات التباعد والوقاية الصحية مع حصول نشاطات بشرية ذات طبيعة ازدحامية تراكمية وتكررت تلك النشاطات يومياً لمدة شهر مثلاً لم يراعَ فيها التباعد الاجتماعي ولا إجراءات الوقاية٬ وكانت النتيجة كما يظهر بالمنحني باللون الأزرق٬ حيث يتضح أنه مباشرة بعد اليوم العاشر حصلت قفزة كبيرة في عدد الإصابات في غضون أيام قليلة جداً تفوق حتى الذروة في الحالة الأولى رغم أن إجراءات الوقاية خلال الأيام العشرة الأولى أخرت التفشي قليلاً مقارنة بالحالة الأولى٬ ولكن لا جدوى من هذا التأخير بعد حصول التفشي بهذه الذروة الكبيرة جداً.
والخلاصة من هذه المحاكاة مفادها: إن عدم القدرة على تطبيق حظر نتيجة التداعيات الاقتصادية السيئة جداً المتوقعة عن أي حظر لا يبرر السماح أبداً بأي نشاطات تسبب تكدس بشري كبير ولا سيما تلك النشاطات غير المبررة والتي لا تمس الواقع الإنتاجي والاقتصادي.
نأمل من الجهات المعنية أخذ مدلولات عمليات المحاكاة الحاسوبية بعين الاعتبار في تحديد ما هو مسموح و ما هو غير مسموح من فعاليات ونشاطات بشرية ومستعدون لتقديم أي مساعدة علمية في هذا الشأن.

آخر الأخبار
المستقبل يصنعه من يجرؤ على التغيير .. هل تقدر الحكومة على تلبية تطلعات المواطن؟ الخارجية تُشيد بقرار إعادة عضوية سوريا لـ "الاتحاد من أجل المتوسط" فرق تطوعية ومبادرات فردية وحملة "نساء لأجل الأرض" إلى جانب رجال الدفاع المدني 1750 طناً كمية القمح المورد لفرع إكثارالبذار في دير الزور.. العملية مستمرة الأدوية المهربة تنافس الوطنية بطرطوس ومعظمها مجهولة المصدر!.  السيطرة الكاملة على حريق "شير صحاب" رغم الألغام ومخلفات الحرب    بين النار والتضاريس... رجال الدفاع المدني يخوضون معركتهم بصمت وقلوبهم على الغابة    تيزيني: غرف الصناعة والتجارة والزراعة والسياحة كانت تعمل كصناديق بريد      تعزيز التعاون في تأهيل السائقين مع الإمارات بورشة عمل افتراضية     الإبداع السوري .. في"فعالية أمل" ريف اللاذقية الشمالي يشتعل مجدداً وسط صعوبات متزايدة وزير الطاقة: معرض سوريا الدولي للبترول منصة لتعزيز التعاون وتبادل الرؤى بطولات الدفاع المدني .. نضال لا يعرف التراجع في وجه الكوارث والنيران  وزير الطاقة يفتتح "سيربترو 2025"  وزير الطوارئ يتفقد مواقع الحرائق ويشيد بجهود الفرق الميدانية   500 سلة إغاثية لمتضرري الحرائق باللاذقية  السويداء على فوهة البندقية.. سلاح بلا رقيب ومجتمع في خطر  دمشق وأبو ظبي  .. مسار ناضج من التعاون الثنائي الحرائق تتمدد نحو محمية غابات الفرنلق.. وفرق الإطفاء تبذل جهوداً جبارة لإخمادها امتحانات البكالوريا بين فخ التوقعات والاجتهاد الحقيقي