الثورة أون لاين – لميس عودة:
استكمالاً من الإدارة الأميركية لمخططات شرورها المعدة للمنطقة، وإمعاناً منها بصفاقتها المعهودة، تقيم بازاراتها الوقحة في سوق بلطجتها العدوانية في منطقة الجزيرة السورية، منادية الغارقين في أوحال عمالتهم إلى أسواق نخاستها لشراء أسهم الوهم الانفصالي، فما كان من العملاء من ميليشيات “قسد ” إلا المسارعة لإبرام صفقات قذرة، معتقدين من خلالها أنهم أصحاب حظوة عند المحتل الأميركي الذي يحترف بيع الوهم كجرعات مخدرة لذوي العقول الساذجة الراكضين بلهاث محموم وراء سراب أطماعهم.
فالنهم الأميركي للأموال هو بيت جشع واشنطن ومفتاح صندوق شرورها، وحيث ترتأي إداراتها أن ثمة مكتسبات توجه دفة إرهابها، وتعقد صفقاتها القذرة مع شذاذ الإرهاب العالمي والأدوات الرخيصة التي يسهل شراء تبعيتها وارتهانها، ففي عرف أميركا الاستعماري الغايات الدنيئة تبيح كل المحرمات، طالما أن لا قانون دولي ملزماً يلجم إرهابها ويردع تماديها وتطاولها العدواني العابر للقارات.
لكن رغم كل هذه البازارات الخبيثة التي تجاهر بها أميركا على خشبة فجورها، ورغم كل ما تتضمنه أفعالها من عربدة مقيتة، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه كيف للسائرين في ركب إرهابها أن يثقوا بعهودها، وهي المعهود بها على مر تاريخ إداراتها المتعاقبة أنها ترمي بأذنابها وتلقي بأوراقها منتهية الصلاحية في محرقة مصالحها، وكيف لهم تصديق ترامب بائع الوهم ولو منحهم صكوك الرضا عن جرائمهم المرتكبة وفظائعهم بحق أهالي الجزيرة، وأن ينساقوا وراء خداعه، وكيف يرتضون الاحتراق على تخوم مشهد الطمع الأميركي بالمقدرات السورية؟!، أم أن مطاردة الوهم الانفصالي هو ما يسلب هؤلاء الغارقين في عمى بصيرتهم لاستشراف نهاياتهم المحتومة، رغم أن الشواهد عليها جلية وواضحة تتمثل بانتفاضة أهالي الجزيرة ضد ممارساتهم وانتهاكاتهم والتي ستحرق كل مخططات واشنطن ومشاريعها الاستعمارية وستقطع اليد التي تتطاول على وحدة الجغرافيا السورية.
إذاً بين السمسرة الأميركية والانسياق الأعمى لميليشيات الانفصال، يمكننا تلخيص المشهد الشرقي على الخريطة السورية، بانزلاق سريع إلى منحدرات الفشل من قبل المراهنين السذج على وضع عصي التعطيل في قافلة الحسم السوري، والتقاط فتات مكاسب من واشنطن التي تحترف اللعب الشيطاني على حبال الابتزاز، وتحترف بيع الوهم بأقراص خداع للمصابين بانفصام مرضي عن واقع الإنجاز السوري المحقق تحريراً للأراضي السورية، وصوناً لوحدتها، وانتصاراً على الإرهاب ومشغليه، والمستكمل بهمة وتصميم عاليين.
فالمقاومة الشعبية في الجزيرة السورية تتعاظم يومياً، وتطوق أي عدوان لميليشيات الانفصال وتضع جنود الاحتلال الأميركي على فوهة بركان لاهب من غضب ورفض لوجود أي محتل أو غاز، وحمم غضبها ستحرق كل مخططات التجزئة والاقتطاع التي يلهث الواهمون وراء تحصيلها، وإذا لم يراجع المنساقون وراء تبعيتهم، حساباتهم الخاطئة بالتعويل على المحتل الأميركي فإن رسائل المقاومة الشعبية التي بدأ انهمارها، كفيلة بتلقينهم الدروس الموجعة بأن اليد التي تتطاول عدواناً ستبتر، وأن وحدة الأرض السورية خط أحمر لا يمكنهم تجاوزه، ومهما غالوا في جرائمهم وانتهاكاتهم فالعبرة في الخواتيم الميدانية التي لاحت بوضوح في أفق الجزيرة.