الملحق الثقافي:حبيب الإبراهيم:
وأذكر
في صبحٍ
تدثّر بسحابةِ صيفٍ
كنتُ وحيداً
وحولي فضاء
وحلمي كبير
بحجم المدى..
أصواتُ الرعاة
تطوف
وصوتُ اليمام
بين الحقول
بوحُ ناياتٍ
تأتي كريحٍ
لملمت أطراف السهوب
تهربُ بفرحٍ
صوب الجنوب
كانت الحصى
تئن من وقع أقدامنا
زاهدٌ هذا الطريق
في خجل..
تلك الكروم
ما زالت تنزف نبيذها
عطراً للقرى
وحداء للمناجل..
ضفائر الصبايا
ينابيع تركضُ
حافية القدمين..
جرّة الماء
تغفو بخشوع
فوق رأس أُمي..
نسيرُ فرادى
نحث الخطا
ونرمي الغمار
تزدهي الحقول
تكبر أحلامنا
مع صباحاتٍ لا تنام..
تعالي أيتها العصافير
تعالي نبني سويّة
أعشاشاً لأحلامنا البعيدة..
ما بيننا
حبلٌ من ماء
وحكايات انتظار..
الشجرةُ الغافيةُ
على تخوم المها
تسأل الظلال بلهفةٍ
كم غيمة أجهشت بالبكاء
وهي تشرب
نخب الحقول؟
ذات صيف موغل
في الحنين
كانت القبرات
تحتفي بمواسم الحصاد
وشلالات الأسئلة
الغافية قرب الحواكير
رائحة الشيح
ورعاف البراري
أيقظ الطارود
من غفوته الأولى
كل المواويل
تيبست في أحداق الصهيل
وراحت تعزف أناشيدها
للعابرين..
التاريخ: الثلاثاء11-8-2020
رقم العدد :1008