الثورة اون لاين – ميساء الجردي:
مع ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في مناطق مختلفة وتسجيل ارتفاع يومي بالحالات، يتساءل معظم الأهالي عما إذا كانت عودة أولادهم إلى مقاعد الدراسة ستكون عودة آمنة، في الوقت الذي تستمر التصريحات التربوية عن افتتاح المدارس ضمن الموعد المحدد لها.
حيث إنّ الإجابة على هذا التساؤل ليست بهذه السهولة خاصة أن معظم الأبحاث والفحوصات المتعلقة بوباء كوفيد 19 لم تعطِ نتائج واضحة حول إصابات الأطفال والبالغين، وهناك موجة من الغضب والاعتراضات تعكسها شبكات التواصل الاجتماعي تبيّن رفض الأهالي إرسال أولادهم إلى المدارس خشية عليهم من الإصابة بالعدوى، ويتزايد الجدل حول ذلك في وقت لا تزال الكثير من المعلومات مجهولة عن كوفيد-19.
وفقاً لما تؤكده وزارة الصحة من حيث عدم توافر اللقاح أو الدواء المؤكّد أو تشابه الأعراض ونسب الشفاء، الأمر الذي يجعل توجه الطلاب إلى المدارس في بعض المناطق التي ينتشر فيها الفيروس بنسب أكبر، خطوة محفوفة بالمخاطر.
كما أن هناك الكثير من المدارس تحتاج إلى تعديلات على نشاطاتها وبيئتها وبنيتها التحتية.
ويرى الأهالي أن انتقال الفيروس من دون ظهور أعراض، يعتبر مصدر قلق كبير، حيث يمكن للمعلمين والعاملين في المدارس بعد ذلك أن ينقلوا العدوى إلى أشخاص خارج دائرة المراكز التعليميّة ممن هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالمرض، ويمكن أن يسبب التوسع في إعادة فتح المدارس إلى زيادة أكبر بالوباء بعد بضعة أسابيع من انتقاله بين الطلبة وبخاصة الأطفال الذين لا يستطيعون التقيد بالإجراءات الاحترازية.
مقترحات شعبيّة
لوّح البعض على أن يقتصر الدوام على طلاب المرحلة الابتدائية، مع الحرص على وجود معدات الوقاية الطبية والالتزام بالمسافة الآمنة بين الطلاب، باعتبار أن الأدلة الصحية تشير إلى أن الأطفال الصغار لا يصابون بالمرض أو ينشرونه بسهولة، وهم أقل عرضة للإصابة بكوفيد-19 من الراشدين.
بالمقابل هناك نسبة لا بأس بها من الأهالي لا يريدون لأولادهم الانقطاع عن التعليم ويفضلون العودة إلى الحياة الطبيعية السابقة كما كانت قبل هذا الوباء، لكنهم يطالبون بتقسيم الصفوف الدراسية إلى مجموعتين، والتناوب في تقديم الدروس، وأن يبدأ اليوم الدراسي بتعليمات حول غسل اليدين وتطهيرهما كما يجب ارتداء الكمامة لحماية الأنف والفم في المدرسة مع إلغاء الأنشطة الإضافية.
استراتيجيات العودة
إعادة فتح المدارس بعد فترة طويلة من التوقف والجواب على مخاوف الأهالي؟ يأتي ضمن استراتيجية ناقشتها وزارة التربية مؤخراً بينت فيها حرصها على صحة الأبناء التلاميذ والطلاب والزملاء المعلمين والإداريين وسلامتهم من خلال وضع 12 بروتوكولاً معتمداً عالمياً، ومتفق عليه بين وزارتي التربية والصحة، وعليه أكدت الدكتورة هتون طواشي مديرة الصحة المدرسية في وزارة التربية ضرورة وضع البرتوكول في تنفيذ استراتيجيات العودة إلى المدرسة سواء أكان ذلك بالعودة الكاملة، أم بتقسيم الأبناء التلاميذ والطلاب إلى أفواج ، وتخفيف الدوام لهم للحدّ من الكثافة الصفية، والمحافظة على إعطائهم المواد الأساسية بشكل مباشر، والمواد الإنسانية والاجتماعية، والفنية من خلال أوراق عمل وأنشطة يتم تنفيذها بين المدرسة والمنزل.
يطبق على جميع المدارس
وبيّنت الطواشي أهمية الأخذ بجميع الإجراءات التي تضمن عودة آمنة للطلبة والتي تبدأ بالتقيد بتسجيل التلاميذ في المرحلة الأولى من التعليم الأساسي في أقرب مدرسة إلى المنزل من قبل أمناء السر في المدارس، وذلك لتجنب استخدام وسائل النقل كأول برتوكول صحي، وكذلك التعاون مع وزارة الصحة في التدريب المستمر لكوادر الصحة المدرسية، حيث يتم حالياً تنفيذ دورة تدريبية لأكثر من 155 طبيباً من رؤساء المستوصفات على تطبيق البرتوكول الصحي والعمل على اكتشاف الحالات المشتبهة، والإجراءات الواجب اتخاذها عند حدوث إصابة أو انتشار للفيروس في المدرسة، مع منح إجازة صحية لكل من تظهر عليه أعراض العدوى من تلاميذ أو معلمين أو كادر إداري وتأمين مشرف صحي لكلّ مدرسة يتم فرزه من دوائر الصحة المدرسية، والعمل على تكثيف برنامج التثقيف الصحي والمنهج الصحي المدرسي، ولاسيما ما يتعلق منه بالنظافة الشخصية والعامة، وأساليب الحياة الصحية، والاستفادة من الإذاعة المدرسية مع تخصيص نصف ساعة أسبوعياً لكل صف للتثقيف الصحي ، والالتزام بحملة التلقيح المدرسي مع بداية العام الدراسي بالتعاون مع وزارة الصحة.
للمتقدمين بالعمر
وأشارت مديرة الصحة المدرسية إلى ما قامت به وزارة التربية من توجيه يتعلق بمعاملة المعلمين والمدرسين المتقدمين بالعمر الذين تجاوزوا سن الخامسة والخمسين كمعلمين ومدرسين احتياط، معاملة خاصة وذلك في حال وجود فائض في المدرسة، ومديرية التربية المعنية للعام الدراسي 2020-2021م في المنطقة التي ينتشر فيها الوباء حصراً.
وحددت مهام المشرف الصحي
في المدرسة من خلال التأكد من وجود الصابون بشكل دائم والتنظيف المستمر للمرافق العامة وتعقيم مقابض الأبواب والمقاعد، نظافة البيئة المدرسية بشكل يومي، والتأكد من الوضع الصحي للطلاب، ومتابعة الطلاب المرضى، وإرسال تقرير يومي إلى رئيس مستوصف الصحة المدرسية بوجود حالات مشتبهة أو مؤكدة وفق آخر بروتوكول معتمد للتعريف القياسي للمرض من قبل وزارة الصحة.
التزامات المقاصف المدرسية
يبدو أن الوزارة لم تلغِ المقاصف المدرسية كما لغت حصة الرياضة بل وجهت للتأكيد على الالتزام بالشروط الصحية المعممة من قبلها، و عدم السماح للمقاصف المدرسية ببيع أغذية أو مشروبات غير معبأة او مغلفة بشكل آلي وصحي ومن مؤسسات مرخصة صحياً والتزام عمال المقصف باللباس الخاص وارتداء الكمامة والقفازات بشكل دائم داخل المقصف وذلك بعد حصولهم على شهادة صحية من دائرة الصحة المدرسية تسمح لهم بالعمل في المقصف، وبهذا الخصوص جاءت التعليمات بإلغاء الاجتماع الصباحي المتمثل بتحية العلم وكلّ الفعاليات الاجتماعية الأخرى والتي تترافق مع التجمعات، وإلزام جميع المدارس التي تستخدم وسيلة نقل للطلاب بتعقيمها مرتين يومياً قبل ركوب الطلاب صباحاً ومساء، مع تعقيم أيدي الطلاب قبل الصعود إلى الحافلة، وتجنب الازدحام فيها، وإلزام السائق والمشرفة بارتداء الكمامة.
طالبان في المقعد
وأوضحت طواشي أن خطة العمل ضمن البرتوكول قد بدأت بالكثير من المدارس من خلال رصد الواقع داخل المدراس وتشكيل لجنة في كل مديرية تربية تشمل ممثلين من المديرية ومن الدكاترة ومن الأبنية المدرسية بهدف العمل على تحقيق التباعد المكاني، وإلزام الأطباء والممرضات والمشرفين الصحيين والمستخدمين وعمال المقاصف في المدرسة باستخدام الكمامات بشكل دائم، وتحدد مهام الموجه الإداري في المدرسة بتقسيم الاستراحة بين الطلاب لتجنب الازدحام، وتقليل عدد التلاميذ في الغرفة الصفية طالبان فقط في المقعد إن أمكن. مشيرة إلى تفاصيل أخرى تتعلق بتحديد مهام رئيس مستوصف الصحة المدرسية برفع تقرير يومي لرئاسة المنطقة الصحية ليتم إرسال فرق الترصد الوبائي في حال وجود حالات مشتبهة۔ وأخرى تتعلق بتدارك المشكلات المتعلقة بصيانة المرافق العامة في المدارس، والتأكيد على التهوية وتحقيق التباعد المكاني من خلال الدوام النصفي أو تقسيم الطلاب إلى مجموعات وبخاصة طلاب المرحلة التعليمية الأولى لأن أعدادهم كبيرة جداً.
وختمت طواشي بأن جميع السيناريوهات لا تزال مفتوحة وقيد الدراسة والنقاش فهناك أفكار تتعلق بالتأجيل وأخرى تتعلق بتقسيم الدوام وهذا تحدده درجة انتشار الوباء والفريق الحكومي المختص بالتصدي لكورونا، ولكن حتى هذه اللحظة فإن الدوام لا يزال في موعده مع بداية الشهر القادم.