الثورة أون لاين – سامر البوظة:
منذ بدء الحرب الإرهابية على سورية دأبت المجموعات الإرهابية على استخدام سلاح المياه والتعطيش ضد حلب ودير الزور وحتى العاصمة دمشق, واليوم عاد المحتل التركي ليستخدم ذات السلاح ضد مليون مواطن سوري في مدينة الحسكة ليحرمهم من مياه الشرب, بعد أن عمدت العصابات التركية بشكل متعمد ومتكرر لأكثر من 15 مرة ولأيام كثيرة إلى قطع مياه الشرب عنهم في محطة علوك بريف المدينة, والذي يعد المصدر الوحيد لمياه الشرب للمدينة وريفها, وذلك في جريمة حرب جديدة تضاف إلى سجل الجرائم التي يرتكبها النظام التركي والتي ترقى إلى جريمة بحق الإنسانية, وذلك وسط صمت المجتمع دولي وتعاميه المقصود عن تلك الجرائم.
إذن ليست هي المرة الأولى التي يقطع فيها اللص أردوغان ومرتزقته المياه عن أهالي الحسكة , حيث قطعوا المياه عن المدينة 8 مرات خلال عام منذ احتلاله لمدينة رأس العين وسيطرته على محطة علوك التي تغذي مدينة الحسكة بالمياه, إلا أن هذه المرة تعتبر الأقسى والأشد حرجا، فحاجة أهالي الحسكة أكثر من ضرورية في ظل هذه الأجواء الحارة, وفي هذه المرحلة التي ينتشر فيها فيروس كورونا ويهدد البشرية بأكملها، من أجل الحفاظ على النظافة ودرء خطر هذا الفيروس.
ورغم استغاثات الأهالي والأطفال ومطالبتهم بوضع حد لجرائم الحرب التي يرتكبها أردوغان ومرتزقته الإرهابيين ،استمرت قوات الاحتلال التركي بانتهاكاتها اللاإنسانية تجاه الأهالي في مدينة الحسكة من خلال قطع المياه عنهم لليوم العاشر على التوالي، وذلك كعقاب لهم على مواقفهم الوطنية الثابتة، والرافضة للاحتلال التركي، ومن جهة ثانية لابتزاز الدولة السورية.
هي مأساة حقيقية يعيشها أهلنا في الحسكة بين إرهاب تركي, وجرائم ميليشيا “قسد” المدعومة من الاحتلال الأميركي, في ظل أساليب البطش والترويع والترهيب والتعطيش, التي تمارسها تلك الميليشيات المجرمة بأوامر ودعم مباشر من المحتل الأميركي, فيما المنظمات الدولية والحقوقية غائبة أو مغيبة, فلم نسمع عن جلسة طارئة لمجلس الأمن أو لمنظمة حقوق الإنسان, على الرغم من هول هذه الجريمة على مرأى من العالم أجمع, أليست هذه المنظمات
هي المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان؟ سؤال برسم المجتمع الدولي والأمم المتحدة بشكل خاص.
فهذه الجريمة فاقمت الوضع الإنساني الكارثي لأهلنا في الجزيرة وزادت من معاناتهم الكبيرة، لاسيما أنها تأتي بعد سلسلة من الجرائم التي قامت بها منظومة الإرهاب على مدى سنوات لتهجير السوريين من قراهم ومدنهم وإحداث التغيير الديموغرافي الذي تخطط له دوائرهم الاستعمارية.
من الواضح أن سلاح المياه بات ورقة للبازار السياسي بيد اللص أردوغان، وهذه الممارسات الإجرامية ليست بجديدة على رأس النظام التركي، بل هي حلقة في سلسلة طويلة من الجرائم والانتهاكات التي قام بها ذلك اللص في إطار محاولاته المتواصلة لتحقيق أحلامه بإعادة عهد الدولة العثمانية البائدة وفرض وجوده عبر احتلال أراض سورية ونهب سرقة خيرات ومقدرات السوريين, ولكن مهما فعل لن يستطيع أن يمرر أهدافه ومشاريعه الاستعمارية والتوسعية حتى وإن أشهر سلاح التعطيش لتحقيق أحلامه فإنه لن ينجح، ومخططاته لتفكيك المقاومة الشعبية التي انطلقت في وجه الاحتلال بكل أشكاله, ومحاولاته البائسة لاستمالة أهالي المنطقة, ستبوء جميعها بالفشل.
