كيف نضمن اختيار المنظومة الشمسية ونتجنّب غش الدخلاء؟

الثورة – سناء عبد الرحمن:

مع الانتشار الواسع لمنظومات الطاقة الشمسية في سوريا، أصبح من الضروري على كل من يرغب بشرائها، إن كان للاستخدام الخاص أو استثمار أمواله في هذا المجال، أن يكون على دراية كافية بكيفية اختيار الألواح الشمسية والبطاريات الجيدة.

فمع تنوع الأنواع والماركات المتوفرة في السوق، قد يكون من الصعب التمييز بين الأصلية والتقليدية، وهو ما يعرّض المستهلكين لخطر الوقوع في فخ الغش.

يبين المهندس باسل رمضان، المتخصص في الطاقات المتجددة، أن هناك جوانب عدة يجب الانتباه إليها عند شراء الألواح الشمسية، بدءاً من اختيار النوع الصحيح المخصص للمنطقة الرطبة أو الصحراوية، وصولاً إلى التأكد من جودتها وأمان استخدامها.

إصدارات مختلفة

من الألواح التي حازت على شهرة كبيرة مؤخراً في السوق-حسب رمضان- هو لوح ( Longi Hi-MO X10)، ورغم الضجة الكبيرة حوله، يجب أن يكون المستهلكون حذرين من أن هناك العديد من الإصدارات المختلفة لهذا اللوح، ولا يكفي أن يعتمدوا على اسم المنتج فقط، فاللوح الذي ربما يقال لك: إنه (Longi Hi-MO X10)، قد يكون في الواقع نسخة مقلدة أو معدلة.

لذلك، يجب التحقق من التفاصيل الدقيقة للمنتج والتأكد من نوعه وإصداره.

تمييز الجودة والأمان

عند اختيار الألواح الشمسية، من المهم أن تحمل الألواح شهادات الجودة والأمان التي تضمن لك أداء متميزاً.

يشير المهندس رمضان إلى أن الألواح مثل Longi Hi-MO X10 تأتي مع شهادات معتمدة، مثل شهادة IEC 61215، التي تضمن أن اللوح مصمم لتحمل الظروف الجوية القاسية، ويستمر في العمل بكفاءة لأكثر من 25 سنة، إضافة إلى شهادة IEC 61730/UL 61730 التي تضمن الأمان الكهربائي، وتضمن أن اللوح آمن للاستخدام، ما يحمي من مخاطر الصدمات الكهربائية.

فهم البيانات التقنية

أحد الأخطاء الشائعة التي يقع فيها العديد من المستهلكين هو عدم فهم البيانات التقنية للألواح الشمسية.

ينوه م. رمضان بأنه يجب على المستخدمين تعلم كيفية قراءة لصاقة المواصفات الخاصة باللوح الشمسي، وفهم ما تعنيه الأرقام مثل( Isc، Imp، Voc، Vmp)، وهي تمثل التيارات والجهود التي تؤثر في أداء النظام الشمسي، إضافة إلى ذلك، يشرح أهمية الضمان، حيث تضمن الألواح الجيدة مثل( Longi Hi-MO X10 ) ضمان أداء ثابت يصل إلى 88.85 بالمئة حتى بعد 30 عاماً.

زيادة الكفاءة

من الأمور التي تميز الألواح الحديثة عن غيرها- وفق رمضان- التقنيات المبتكرة التي تعزز من كفاءتها، مثل تقنية الأداء المزدوج (Bifacial) التي تتيح للوح الاستفادة من الضوء الذي ينعكس من السطح الخلفي له، ما يزيد من كفاءته بنسبة تصل إلى 20بالمئة، كما أن تقنيات مثل مقاومة الغبار (Anti-Dust) تحسن من الأداء بشكل كبير في المناطق التي تتعرض لتراكم الغبار.

اختيار الأنسب

بالإضافة إلى الألواح الشمسية، لا بد من اختيار البطاريات والمحولات (إنفرترات) المناسبة لضمان كفاءة النظام الشمسي بالكامل.
فالبطاريات تعتبر من المكونات الحيوية الهامة، وهي القلب النابض في أي نظام شمسي، وخاصة إذا كنت تحتاج لتخزين الطاقة لاستخدامها في أوقات لاحقة.

هناك العديد من أنواع البطاريات المتاحة في السوق، لكن المهندس باسل يوصي بالتركيز على الأنواع ذات الجودة العالية، مثل بطاريات الليثيوم التي تحتوي على شهادات أمان واضحة، حيث تختلف في العمر الافتراضي وكفاءة الشحن والتفريغ، وبطاريات الليثيوم مثلاً توفر أداءً أعلى وتدوم لفترة أطول مقارنةً بنظيراتها من الأنبوبية أو غيرها.
أما المحولات (الإنفرترات)، فهي المسؤولة عن تحويل التيار المستمر (DC) الذي تولده الألواح الشمسية إلى تيار متناوب (AC)، يمكن استخدامه في المنزل أو المشروع.

وهناك أنواع متعددة من المحولات، منها المحولات المركزية والمحولات الميكروية، وهنا ينصح رمضان باستخدام المحولات الميكروية في المشاريع الصغيرة أو التي تحتاج إلى مراقبة منفصلة لأداء كل لوح، بينما المحولات المركزية تكون أكثر كفاءة في المشاريع الكبيرة، حيث يمكنها معالجة طاقة أكبر.

أهمية الخبرة المهنية

ويؤكد أن اختيار الألواح والشركات المناسبة ليس كافياً لضمان النجاح، فالتركيب السليم من قبل مركز التركيب والتجميع للنظام الشمسي هو عامل حاسم في الأداء العام للمنظومة.

ويجب أن يتم التركيب بواسطة مهندسين أو فنيين ذوي خبرة في مجال الطاقة الشمسية، حيث إن التركيب غير الصحيح، قد يؤدي إلى تقليل كفاءة النظام، بل قد يعرضه للتلف في بعض الحالات.

ومن الضروري أن يكون القائمون على تركيب الأنظمة الشمسية خريجين متخصصين أو ذوي خبرة طويلة في المجال، لضمان الأداء الأمثل للنظام الشمسي، فالمعرفة الدقيقة بآليات النظام، والقدرة على التعامل مع مختلف المكونات الفنية، مثل: البطاريات والمحولات، يمكن أن تكون الفارق بين نجاح أو فشل المشروع.

ويلفت رمضان إلى أهمية أن يكون لدى المستهلك فكرة واضحة عن احتياجاته، فاختيار النظام الشمسي، يجب أن يعتمد على حجم الاستهلاك والحمل الاعظمي والموقع الجغرافي والظروف البيئية المحلية، وبمعرفة هذه العوامل، يمكن تحديد اللوح الأنسب للمشروع أو المنزل.
ويختم رمضان بنصيحة: عندما تقرر الاستثمار في الألواح الشمسية، يجب أن تكون حريصاً على اختيار النوع الصحيح، وفحص شهادات الجودة والأمان، وفهم التفاصيل الفنية للألواح، إضافة إلى أهمية استخدام المكونات الملائمة، مثل البطاريات والمحولات والكيبل الشمسي وغيره من الملحقات لكل نظام، وضرورة اللجوء إلى متخصصين ذوي خبرة لتركيب النظام.

فبهذه الطريقة، ستتمكن من تجنب الغش وضمان الحصول على أفضل قيمة مقابل أموالك، وتأكد أن استثمارك في الطاقة الشمسية سيكون آمناً وفعالاً على المدى الطويل.

آخر الأخبار
منشآت صناعية "تحت الضغط" بعد ارتفاع التكاليف وفد روسي ضخم في دمشق.. قراءة في التحول الاستراتيجي للعلاقات السورية–الروسية وزير الخارجية الشيباني: سوريا لن تكون مصدر تهديد للصين زيارة الشرع إلى المركزي.. تطوير القطاع المصرفي ركيزة للنمو المؤتمر الدولي للعلاج الفيزيائي "نُحرّك الحياة من جديد" بحمص مناقشة أول رسالة ماجستير بكلية الطب البشري بعد التحرير خطة إصلاحية في "تربية درعا" بمشاركة سوريا.. ورشة إقليمية لتعزيز تقدير المخاطر الزلزالية في الجزائر    السعودية تسلّم سوريا أوّل شحنة من المنحة النفطية تحول دبلوماسي كبير.. كيف غيّرت سوريا موقعها بعد عام من التحرير؟ سوريا تشارك في القاهرة بمناقشات عربية لتطوير آليات مكافحة الجرائم الإلكترونية جمعية أمراض الهضم: نقص التجهيزات يعوق تحسين الخدمة الطبية هيئة التخطيط وصندوق السكان.. نحو منظومة بيانات متكاملة "أتمتة" السجلات العقارية.. هل تحمي الملكيات وتمنع الاحتيال؟ متري إلى دمشق.. علاقاتٌ تعود إلى مسارها الطبيعي بعد طيّ صفحة الأسد المخلوع نساء سوريات يصفن الرعب الذي تعرضن له في سجون الأسد المخلوع "مرور حمص" يبرر منع وصول السرافيس إلى المدينة الجامعية كيف نضمن اختيار المنظومة الشمسية ونتجنّب غش الدخلاء؟ هل نجحت سوريا في اقتصاد السوق الحر؟ بعد عام على التحرير.. سوريا تفتح أبوابها للعالم في تحوّل دبلوماسي كبير