ثقافة الاعتراف بالمرض وأهميتها بتسهيل العلاج

الثورة اون لاين-حسين صقر:

حتى اللحظة ورغم ما يسببه مرض كورونا من منغصات وآلام، وما يتسبب به من عدوى ووفيات، لايزال المصابون فيه يتكتمون على إصابتهم بتلك الجائحة، وهو ما يسهل انتقال العدوى إلى أناس غيرهم، وهم يفعلون ذلك بسبب الخجل، وكأنهم أتوا بالمرض من متازلهم، أو صنعوا فيروسه في مكاتبهم ومختبراتهم وأماكن عملهم، غير مدركين أنه لاذنب لهم، ويمكن أن تنتقل العدوى لأي شخص، ويحملها اي جسم وينقلها لغيره، وذلك بسبب التكتم وعدم الاعتراف بأن هذا الشخص أو ذاك مصاب.
لايدرك السواد الأعظم من المصابين أن ثقافة الاعتراف بالإصابة تساهم إلى حد كبير بانحسار المرض وعدم تفشيه، وتخفف من وطأة الإجراءات الاحترازية التي يتخذها الأفراد لتجنب الإصابة وانتقال العدوى، لأنهم يعلمون تماماً من هو المريض، وكيف يتجنبون مخالطته، أو الاقتراب من أسرته ريثما يمن الله عليه بالتعافي.
السيدة تهاني محمد قالت: كثيراً ما نفاجأ بوفاة أحد الأشخاص بالكورونا، وذلك حسب تقارير الأطباء، و نعلم بعد ذلك أن عدداً كبيراً من المخالطين تعرضوا للقاء المتوفى وذويه، وهنا تبدأ رحلة القلق والخوف من العدوى، مضيفة أنه لو اعترف ذاك المريض الذي أصبح الآن متوفياً بأنه مصاب بالفيروس، وأعلن ذووه عن ذلك لاختصروا جميعاً أوقات الرعب التي يعيشها جيرانه وأصدقاؤه وكل من خالطهم خلال فترة الحضانة والإصابة والوفاة.
محمود الدمراني قال: حتى الآن يخجل القسم الكبير من الاعتراف بالإصابة، وهو ما يسبب انتقاله وانتشار عدواه بسهولة، وذلك لأن هذا الشخص لايقوم بحجر نفسه، وتصعب عليه نظرة الناس له، لظنه أن هؤلاء يضعون خياماً ومظلات تحميهم من الفيروس، وأنهم لن يصابوا بما أصابه، وفي ذلك تحليل خاطئ.
الآنسة نغم عبدالله أوضحت أنه بات اليوم الناس أكثر وعياً ومعرفة بأعراض المرض، والأدوية الكيماوية والبديلة التي يمكن أن تساهم بشفائهم، أو حتى استشارة الطبيب، ولذلك لا داعي أن يتسرب الخوف لهم، مضيفة أن كثيرا من الناس أصيبوا وتماثلوا للشفاء خلال فترة بسيطة، وما عليهم إلا اتباع تعليمات الطبيب وبالتالي سوف يشهدون نتائج مرضية، وسوف يجدون أنفسهم بسرعة وقد تجاوزوا فترة المرض.
وفي هذا السياق يقول الدكتور بدران رئيس مركز الرائد الطبي: إن الاعتراف بالمرض هو الخطوة الأولى للعلاج، بينما النكران يؤخر البدء فيه، كما أن الاعتراف هو الخروج من مرحلة الصدمة والنكران التي يصاب بها المريض في البداية، لكونها أخطر المراحل، لأنها تدخل المريض بأزمة نفسية خطيرة قد تؤثر على تطور المرض وتفاقمه، لذلك فالاعتراف يسمح للآخرين وخاصةً المخالطين والأهل والأصدقاء والزملاء والجيران بأخذ الحيطة والحذر، ويدفعهم لإجراء الفحوص الطبية المطلوبة ومراقبة أنفسهم عبر العزل الوقائي، كما يعطي الكادر الطبي الرؤية الواضحة للواقع الصحي في المنطقة للتجهيز لأي طارئ أو الانتشار السريع للمرض، ويعطي السلطات الصحية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية المختصة الفرصة لتجهيز المنطقة في حال حصل العزل.
وأضاف د. بدران أن الاعتراف بالمرض يعطي فرصة التدخل السريع للكوادر الطبية للعمل على الحد من الانتشار وعلى التوجيه والتوصيات إلى المجتمع المخالط ويجعل الكوادر الطبية تأخذ الحيطة والحذر لكي لا يصبح الجسم الطبي عرضة للمرض ويجعل الجيش الأبيض محافظاً على كوادره لإيقاف انتشار المرض، وهذا هو الأخطر من مراحل الانتشار إذ يتفشى المرض بين الكوارد الطبية ويصبح سائداً بين الأفراد، وبالتالي فإن فقدان الأطباء والممرضين أكبر خسارة وخاصة أوقات الجائحات، لأن الكوادر الطبية هي الجيش الذي يحرص على حياة أفراد المجتمع ضد رهاب المرض إن كان كوفيد ١٩ أو غيره، حيث خسرنا حتى الآن الكثير من الكوادر الطبية ولاسيما ممن تفانوا في العمل من أجل إنقاذ المصابين.
وختم د. بدران بالقول : من منّا يحب أن يخسر أبناءه و أصدقاءه، لذا فمن يتستر على المرض إن كان مصاباً أو عرضةً للإصابة يقوم بعمل غير إنساني بحق المجتمع والوطن.

آخر الأخبار
وزارة الصحة تتسلم 16 سيارة إسعاف مجهزة.. وأولوية التوزيع للمناطق الأشد حاجة اثنان منهم عملا على الملف السوري.. الإعلان عن الفائزين بجائزة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لعام 2025 حمص تستعيد هدوءها.. رفع حظر التجوال واستئناف الدوام المدرسي عن المجتمع المدني والمرأة في المرحلة الانتقالية  ضمن نتائج حملة "فداءً لحماة".. المحافظة تطلق مشاريع خدمية لتمكين عودة الأهالي اعتقال 120 متورطاً باعتداءات حمص والداخلية تعلن إنهاء حظر التجول مدير الشؤون الصينية في وزارة الخارجية: إعادة فتح سفارة الصين بدمشق مطلع 2026 من بداية 2026.. سوريا والأردن يتفقان على توسيع التبادل التجاري دون استثناء الجناح السوري يتصدّر "اليوم الثقافي" بجامعة لوسيل ويحصد المركز الأول السيدة الأولى تحضر قمة "وايز 2025" في أول نشاط رسمي لها سوريا والجامعة العربية.. عودة تدريجية عبر بوابة التدريب العسكري دمشق تحتضن ملتقى الموارد البشرية.. مرحلة جديدة في بناء القدرات الإدارية في سوريا  الخارجية تستقبل أرفع وفد سويدي لمناقشة ثلاثة ملفات توغل إسرائيلي جديد في ريف القنيطرة وعمليات تجريف واسعة في بريقة لتعزيز الجودة القضائية.. وزير العدل يشارك بفاعلية في الرياض أردوغان: أنقرة لا تحمل أي نزعة للتوسّع في سوريا جيل بلا آباء.. تداعيات غياب الرجال على البنية الاجتماعية والأسر في سوريا ترخيص أكثر من 2700 منشأة خلال تسعة أشهر بلودان والزبداني تعيدان ابتكار السياحة الشتوية.. الطبيعة أولاً والثلج ليس شرطاً "استثمار تاريخي بقيمة أربعة مليارات دولار".. توقيع العقود النهائية لتحويل مطار دمشق الدولي إلى مركز ...