الثورة أون لاين – محرز العلي:
تحت شعار الأمن المستدام في ظل القوات الدفاعية أجرت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مناورات عسكرية ناجحة باسم “ذو الفقار99” استمرت ثلاثة أيام واستخدمت فيها مختلف صنوف الأسلحة البحرية والجوية والبرية، وشملت مساحات واسعة غطت الجغرافيا الإيرانية مؤكدة بذلك استعدادها التام والدائم لمواجهة أي مخاطر أو تهديدات عدوانية خارجية تمس أمنها الوطني وقدرتها على ردع العدو بقوة وتكبيده خسائر فادحة.
أهمية هذه المناورات العسكرية الناجحة التي حققت أهدافها من حيث دقة الإصابات لنقاط وأهداف العدو الافتراضية تأتي من كونها جرت بعد أيام قليلة من تصريحات وزير الخارجية الأميركية العدوانية مايك بومبيو الذي أكد فيها تشكيل تحالف في المنطقة يضم الكيان الصهيوني لحماية الأراضي الأميركية والشرق الأوسط من إيران على حد زعمه، علما أن الأراضي الأميركية تبعد آلاف الكيلومترات عن إيران، ما يعني أن محور العدوان يخطط لاستهداف الأمن والمصالح الإيرانية انطلاقا من دول مجاورة، الأمر الذي أعطى إجراء المناورات العسكرية الإيرانية بهذا التوقيت أهمية بالغة ورسالة ردع للولايات المتحدة الأميركية التي تقود محور العدوان، مفادها أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستواجه العدو برد حاسم ومزلزل، وفي هذا السياق قال قائد أركان الجيش الإيراني حبيب الله سياري: إن العدو سيواجه ساحة معركة واسعة في حال ارتكابه أي خطأ استراتيجي تجاه إيران، مؤكدا أن رد طهران وجغرافية الحرب لن تقتصر على غرب آسيا.
الأهمية الأخرى لهذه المناورات الضخمة أنها أجريت على مساحة مليوني كيلو متر مربع وشملت شرق مضيق هرمز وشمال المحيط الهندي واشتركت فيها أسلحة حديثة استخدم بعضها لأول مرة، ومن هده الأسلحة غواصة فاتح محلية الصنع وراجمات صواريخ وطائرة سيمرغ محلية الصنع أيضا والتي حلقت لمسافة ألف كيلو متر فوق البحر وأصابت الهدف المعادي المفترض بقنابل موجهة وبدقة عالية، كما استخدمت طائرة “كمان” المسيرة، الأمر الذي يؤكد أن إيران ومن خلال هذا الاستعراض للقوة ودقة أسلحتها الحديثة محلية الصنع وعلى مساحة واسعة أرادت إرسال رسالة لمحور العدوان مفادها أنها على أتم الاستعداد لردع أي عدوان وإفشال المخططات العدوانية التي تستهدف أمنها واستقرارها ومصالحها الوطنية وهي تملك القدرة على إنزال الخسائر الكبيرة بكل من تسول له نفسه الاعتداء على إيران وشعبها.
ما نستطيع التأكيد عليه ومن خلال متابعة هذه المناورات الكبيرة أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد قطعت أشواطا كبيرة في بناء قدراتها الدفاعية خلال العقود الماضية التي تلت ثورتها، وهي تزداد قوة يوما بعد يوم بالرغم من الحصار والعقوبات، وقد باتت تشكل مع محور المقاومة قوة إقليمية يحسب لها ألف حساب بحيث لم يعد بمقدور الولايات المتحدة الأميركية التي تقود محور العدوان في المنطقة ضد شعوب المنطقة ومنها الشعب الإيراني، وتمارس التهديد والوعيد وتفرض العقوبات وتسعى لتشكيل أحلاف معادية جديدة أن تخضع إيران لاملاءاتها وشروطها، بل إن هذه المناورات أكدت أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستبقى عصية على محاولات الإخضاع والاستسلام، وأن الشعب الإيراني سيبقى أكثر عزيمة وقدرة على مواجهة الأخطار والتحديات والسير بخطا متسارعة في طريق التطور بما يحقق مصالحه رغما عن أنف الولايات المتحدة الأميركية وعملائها في المنطقة .