حروب سورية… هاجس تدمير سورية حلم عمره آلاف السنين.. لماذا يتجدد؟

الثورة أون لاين – ديب علي حسن:

في الحرب العدوانية التي تشن على سورية منذ ما يقارب عقداً من الزمن..حرب مباشرة سبقها الكثير من الخفايا والكواليس، في هذه الحرب طغى التضليل الغربي على كل شيء.. سادت لغة التآمر والانحطاط الأخلاقي والسياسي والقيمي وكشرت الوحوش عن أنيابها.
لكن الصمود السوري فنَّد وكشف وعرَّى هذا كله… وانبرى كتّاب وباحثون عرب وغربيون يميطون اللثام عن الخفايا والكواليس وسلسلة المؤامرات التي ما زالت تحاك بعقل غربي متآمر ومال أعرابي…
ميشيل رامبو الكاتب والباحث الفرنسي قدَّم في هذا المجال كتابين مهمين ترجمتهما إلى اللغة العربية الدكتورة لبانة مشوح.. الأول كان بعنوان.. عاصفة على الشرق الأوسط الكبير .. صدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق عام ٢٠١٦م ..
والكتاب الثاني الذي صدر حديثاً عن الهيئة العامة للكتاب بدمشق فقد جاء تحت عنوان…حروب سورية…
العنوان من القراءة الأولى يطرح أكثر من تساؤل.. هل هي حروب قامت بها سورية مثلاً… أم حروب اشتركت فيها.. لكن لا هذا ولا ذاك إنما أراد المؤلف رامبو الحرب التي تشن على سورية… وهي فعلاً مجموعة حروب بحرب واحدة… حرب عسكرية واقتصادية وثقافية وإعلامية ودبلوماسية وغيرها مما تفتق عنه العقل الغربي التآمري.

من أجل سورية والحقيقة…

كان لافتاً منذ العتبة الأولى للكتاب كما يسميها النقاد أعني الإهداء أن المؤلف معني بآلام سورية، بجراحها، يرى ما تتعرض له من حروب تدميرية فجاء الإهداء إلى الشعب السوري الذي يقتل منذ ثمانية أعوام عسى أن تساهم هذه الصفحات في إيفائه حقه….
والكتاب كما يقول في تقديمه.. ليس حكاية من حكايا ألف ليلة وليلة… إنه كتاب يوقظ الأشباح والوحوش التي استبدت بكوابيس لا نهاية لها استمرت لآلاف الساعات.
اعتاد أهل المشرق على نوائب الدهر لكن التاريخ سيتوقف طويلاً عند الكارثة التي حلت بسورية في ربيع ٢٠١١م بعد كل تلك السنين من الهبوط إلى الجحيم.. ما زالت شوارع الشرق الأوسط الكبير القريبة من دمشق أو البعيدة عنها تبدو مصعوقة من طقوس عربدة العنف وغالباً ما يستبد بهم شعور بعدم التصديق يطغى على شعورها بعدم الفهم.
كيف لنا أن نستغرب في مثل تلك الظروف أن الرأي العام في الغرب وهو على ما هو عليه من قولبة وتعبئة موجهة قد قبل دون أن ينبس ببنت شفة الرواية المفصلة الجاهزة التي تدندن على أسماعه بلا هوادة.. أوليس قول كلمة الحق وكتابة التاريخ مكتسباً سيادياً في لا وعينا الجمعي..؟
ويختم المقدمة بقول المثل الصيني…
من يطرح على نفسه سؤالاً قد يبدو غبياً لخمس دقائق ومن لا يطرح على نفسه أسئلة يظل غبياً طوال حياته.. وامتثالاً لهذا القول المأثور يبرز السؤال التالي.. ألم يحن الوقت بعد لنتساءل لماذا المسألة السورية تزعج إلى هذا الحد؟

سورية الهدف القديم الجديد..
على مدى ٣٦٦ صفحة من القطع الكبير عبر خمسة عشر فصلاً فرعياً يقدم المؤلف الكثير من الحقائق والمعطيات التي نعرف بعضها أو ربما ظهر لنا رأس الجبل منها.. لكن الباحث يغوص ليقدم ما خفي وهو كثير كثير.
كم هو لافت العنوان الذي يبدأ به الفصل الأول… لا بد من تدمير سورية… هاجس قديم…
يرى الباحث أن هوس تدمير سورية عمره مئات السنين منذ الإمبراطوريات الاستعمارية ويتوغل في التاريخ ليصل إلى صرخة كاتون القديم الذي كان ينهي خطبه في مجلس الشيوخ بالصرخة المعتادة.. لا بد من تدمير قرطاج وكانت تلك المستعمرة الفينيقية منبثقة نوعاً ما من سورية القديمة..
والواقع يكرر نفسه إذ تعتبر الولايات المتحدة سورية هي قرطاج..

من هنا يعرف المتابع كيف بدأ التآمر على تدمير سورية منذ خمسة عشر عاماً ونيف..
وإذا كان المؤلف لم يذكر المخطط التقسيمي أو استراتيجية الكيان الصهيوني التي نشرت عام ١٩٨٢ فإنه بالتأكيد لم يغفل عنها… وهي معروفة وتنفذ الآن بدقة متناهية.

قبل العاصفة

يقول المؤلف: عندما اندلعت ما تسمى ( ثورات الربيع العربي) كانت سورية بلداً حديثاً ومنفتحاً لا يرزح تحت أي ديون خارجية، لديه اكتفاء ذاتي يستهلك مما ينتج وينتج ما يستهلك كانت الخدمات العامة فيه مجانية، وخاصة الصحة والتعليم، وقس على ذلك الكثير، ويضيف: الرئيس السوري المنفتح والعصري التوجه والذي يعنى بالإصلاح يعشقه الشباب الذين يشكلون نسبة كبيرة من السكان، وهي شريحة مثقفة تحظى بعناية فائقة من السلطة، وعلى مختلف الصعد تطورت سورية، وبالرغم من أن حصيلة عمل (النظام) في سورية حصيلة مهمة إلا إنها نادراً ما تقدم على نحو موضوعي، وقد جعلها الدمار والتراجعات غير مقروءة، هذا إن لم يمحها ويقض على أي أثر لها، ما الذي حدث إذن لسورية؟
لا بد قبل البدء بحصر التهديدات والقرارات والتدخلات والعقوبات، التي خرجت رشا من اران ساحرات نهر البو توماك على ضفاف التايمز، أن نغوص مجدداً في الأجواء التي كانت سائدة في ربيع عام 2011م، في عالم عربي فقد البوصلة من مغربه إلى مشرقه.
وعبر الفصول التي أشرنا إليها يمضي الكاتب مفنداً مزاعم الغرب، وكاشفاً ألاعيبه، ويقف عند عنوان مهم جداً: الحرب الإعلامية: متآمرون، كلاب حراسة ومحتالون، ليصل في الفصل الأخير إلى العنوان الذي نعيشه الآن “اللعبة انتهت ومددت / أهي حرب أم دبلوماسية؟
ومن ثم يختم بفصل حمل عنوان: كسب السلام . في كل عنوان ثمة تفاصيل مهمة جداً يجب أن نقف عندها، وتقديم ما فيها من معطيات، ولنا عودة إليها، لكن نقتبس مما قاله في نهاية المطاف: لقد غيّرت حرب سورية -لا أدري لماذا مصرّ على المصطلح- مستقبل العرب والمسلمين الذي أخذ مساراً لم يكن يتوقعه دعاة الفوضى والوحشية، أيقظت حركة قومية عربية، مخدرة وأعادت إلى القضية الفلسطينية المقدسة مركزيتها، قطعت الطريق أمام مخططات المحافظين الجدد والتكفيريين، وكانت نقطة تحول في الشرق الأوسط.
ولنا أن نضيف إلى ما قاله رامبو: لقد غيّر السوريون العالم، أعادوا هندسته وصياغته، وأعادوا توازن القوى وبنوا عالماً متعدد القطبيات ينمو ويمضي إلى الترسخ، وقد حان لنا أن نغيّر ما نحن فيه، ونرسخ الإنجازات هذه لأنها كما قال السيد الرئيس بشار الأسد مصونة بدماء الشهداء، وهي رسالة عشرة آلاف عام من الحضارة.
شكراً للدكتورة لبانة مشوح التي نقلت لنا كتابين مهمين للمؤلف، وشكراً للهيئة العامة للكتاب، كتاب يجب أن يصل إلى كل بيت، وكل سوري، وكل مكتبة ليرى من لا يريد أن يرى كيف كنا، وماذا خططوا لنا، وكيف شمخ السوري مارداً جباراً، نحن والباقون نصنع النصر ونمضي قدماً إلى تغيير معادلات ظالمة ظن المعتدون أنها قدر للعالم كله.

آخر الأخبار
الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها