الثورة أون لاين – تحقيق محمود ديبو
لم يكد ينقضي اليوم الأول على افتتاح المدارس هذا العام حتى بدأ التفكير بكيفية تأمين احتياجات الطلاب من لباس وقرطاسية وحقائب وأحذية وغير ذلك من ملحقات تتأتى تباعاً على مدار العام الدراسي.
وقد لمس الأهالي هذا العام ارتفاعاً كبيراً بأسعار احتياجات المدرسة قياساً بالعام الماضي تفوق نسبته الـ 100% في معظم أسعار تلك الاحتياجات، وزاد في الطنبور نغماً أن افتتاح المدارس يعتبراً موسماً مهماً للمنتجين والموردين والتجار بمختلف حلقاتهم، الأمر الذي يعطي هؤلاء فرصة مهمة لفرض ما يشاؤون من أسعار على المستهلكين.
وفي جولة على مختلف أسواق القرطاسية والألبسة المدرسية في دمشق تبين لنا أن تكلفة (كسوة المدرسة) هذا العام تفوق طاقة أي موظف محدود الدخل، فبحسبة بسيطة نجد أن اللباس المدرسي لطالب الابتدائي تصل تكلفته إلى 5 آلاف ليرة للمريول المدرسي يضاف إليه تكلفة بنطال بحدود 6 آلاف ليرة، وحذاء (عن البسطة) يصل سعره إلى ستة آلاف ليرة أيضاً، أي ما مجموعه 17 ألف ليرة للباس فقط، ونأتي إلى فاتورة القرطاسية التي قد لا تكون مرهقة كثيراً للأهل على اعتبار أن الدفتر العادي يكلف ما بين 250-350 ليرة وأقلام الرصاص والحبر الناشف مقدور عليها فعلى فرض أن الطالب يحتاج إلى دفترين وأربعة أقلام في كل فصل وممحاة ومبراة ومسطرة وغيرها فإن التكلفة قد لا تتجاوز ثلاثة آلاف ليرة آخذين بالسعر الأدنى.
لكن عندما نأتي إلى بند الحقيبة المدرسية فهنا تبدو القصة أكثر ثقلاً، حيث لا يوجد حقيبة في السوق سعرها أقل من عشرة آلاف ليرة مهما كانت جودتها متدنية، وهناك طبعاً أسعار تصل إلى 20 ألف وأكثر، وبذلك يكون طالب الابتدائي قد كلف أهله حوالي 30 ألف ليرة إلى الآن دون احتساب تكلفة التجليد وأقلام التلوين وورق الأشغال ودفاتر الرسم، أي إن الفاتورة قد تفيض عن 40 ألف ليرة.
أما طلاب الإعدادي والثانوي فنجد أن تكلفة عودتهم إلى المدارس تتجاوز هذا الحد، فالبدلة المدرسية المؤلفة من قميص (الأزرق والزهر) وبنطال (الكحلي والرمادي) فإنها وبالحد الوسطي يصل سعرها إلى 20 ألف ليرة، وأقل سعر لحقيبة مدرسية لطالب الإعدادي أو الثانوي يصل إلى 15 ألف ليرة، وتبقى فاتورة القرطاسية لتفوق بكثير فاتورة طالب الابتدائي لما تحتويه من دفاتر سلك (كل مادة لها دفتر مخصص) وأدوات رسم وهندسة وتلوين وغيرها الكثير وهذه أسعارها مضاعفة عن غيرها حيث يصل سعر دفتر السلك ما بين 500-700 ليرة بحسب النوعية والجودة، وكذلك الأقلام و… الخ، ولو فرضنا أن فاتورة القرطاسية لن تتجاوز عشرة آلاف ليرة كحد وسطي.
وحتى لو أراد الأهالي شراء حذاء عن البسطة لابنهم أو ابنتهم فإنهم لن يجدوا سعراً أقل من سبعة آلاف ليرة، وبذلك نكون أمام رقم سيتجاوز 50 ألف ليرة كتكلفة مبدئية وباحتساب وسطي الأسعار للمواد المعروضة في المحلات والأسواق اليوم وحتى أسعار السورية للتجارة التي أعلنت أنها تقدم قرطاسية ولباساً بأسعار مخفضة إلا أن بعض المواد لديها أسعارها تفوق سعر السوق، إلى جانب الفارق الواضح بجودة بعض المواد وخاصة اللباس مثلاً وبعض قطع القرطاسية كأقلام الحبر الناشف والرصاص وغيرها من المتفرقات.
وهنا يبدو السؤال الأساسي كيف ستتدبر الأسر نفقات العودة إلى المدرسة هذا العام على فرض أن الأسرة لديها طالبان فقط ولن نقول أكثر، وهل يتوافق دخل الموظف والعامل مع مثل هذه الأسعار في وقت لا يتجاوز أعلى راتب شهري للموظف الحكومي 60 ألف ليرة في أحسن الأحوال..؟!