الثورة أون لاين- نيفين عيسى:
تنتشر ظاهرة تقديم الاستشارات الطبية والقانونية وغيرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، وتكون غالبية تلك الاستشارات والآراء من أشخاص غير مختصين ، وكل ما لديهم هي تجارب شخصية يعتمدون عليها.
ناديا الحسين ربة منزل تحدثت عن تجربتها مع إحدى الصفحات على الفيس بوك ، حيث قرأت منشوراً حول معالجة التهابات جلدية شبيهة بما كانت تعاني منه ابنتها واستخدمت وصفة لصاحبة تجربة سابقة مع المرض ، لكن تلك الوصفة زادت من الحالة المرضية عند ابنتها ، ولدى مراجعة الطبيب أخبرها أنها لو استمرت باستخدام الوصفة لكان المرض وصل إلى حالة صعبة وتقرحات تستوجب علاجاً طويلاً.
المهندسة رنين ريا ، أشارت إلى أن بعض المواقع والصفحات تُقدم استشارات لأطباء وأرقاماً للتواصل معهم ، بينما من الصعب التحقق من مهنية أصحاب تلك الأسماء ، وحتى لو كانوا أطباء فكيف لطبيب أن يصف علاجاً لمريض لم يشاهده ولم يجرِ له الفحوص اللازمة ، كما أن ما ينطبق على مريض ويناسبه لاينطبق على غيره في كثير من الحالات.
ويوضح أحمد الجمّال الذي يعمل بائعاً للاكسسوارات أن صفحات تعرض تحفاً ولوحات للبيع ، ولا يمكن لغير الخبراء في هذا المجال التأكد من جودتها ومعرفة إن كانت ملكاً للراغب بالبيع أم أن هنالك مشكلات قانونية حولها.
آلاء الخطيب موظفة في شركة خاصة ، ذكرت أن الصفحات التي تُقدّم عروضاً لبيع الأثاث أو العقارات والسيارات مفيدة ، وتُسهّل عملية البحث عن شيء مُحدد نُريد شراءه ، والأمر متروك لمن يرغب بالشراء وبإمكانه التحقق من مصداقية البائع ، بينما التعامل بالقضايا الطبيّة يحتاج إلى مراجعة الأطباء والمشافي وليس عبر صفحات التواصل الإجتماعي.
فاضل عواد متقاعد ، أفاد بأنّ صفحات كثيرة تنشر عن أثاث منزلي وأدوات كهربائية للبيع ، ولا نعلم لو كان أصحابها بحاجة للمال ومضطرين لبيعها أم أن تلك المواد مسروقة ، وعلى الراغب بالشراء أن يكون حذراً في التعامل عن طريق الانترنت.
وفاء سعيد موظفة ، بيّنت أن البعض يُقدم نصائح طبية واستشارات بشأن التعامل مع وباء كورونا ، على اعتبار أن أشخاصا مروا بتلك التجربة ويصفون للآخرين أدوية ومواد أخرى تساعد على الشفاء ، وهذا أمر خطير لأن ما تحتاجه حالة معينة يختلف عن الحالات الأخرى حسب الوضع الصحي والأمراض الأخرى التي يعاني منها المصاب.
الدكتور سامي غصن أخصائي جلدية وتجميل أشار أن العديد من المرضى يستشيرون أطباء بأعراض وأمراض على مواقع التواصل الاجتماعي ، وأن لائحة آداب مهنة الطب تنص” أن لايجوز للطبيب الجزم بتشخيص مرض أو التوصية بعلاج من خلال بيانات شفهية أوكتابية دون مناظرة المريض وفحصه شخصياً.”
هكذا يتضح الاختلاف في التعاطي مع ما يروّج له عبر صفحات التواصل الإجتماعي من شخص لآخر ، بينما تبقى القضايا الصحية هي الأكثر أهمية وتتطلب الحذر في تداولها.