قصة إرادة لا تُكسر.. آصف داود.. من صعوبات الطفولة إلى نيران الجبال 

الثورة – ميساء العجي:

في قرانا الجبلية، حيث تختلط صعوبة الطبيعة بتحديات الحياة اليومية، يولد الأبطال بصمت..

هنا تبدأ قصّة آصف ياسر داود، الشاب الذي حول معاناته إلى قوة، ومسؤوليات الطفولة المبكرة إلى مسار للنجاح، قصّته تروي كيف يمكن للإرادة والعزيمة أن تصنع المعجزات، وتثبت أن الإنسان قادرعلى الصمود وتحقيق أحلامه رغم أصعب الظروف. حادث قلب حياته

يروي آصف أنه كان بعمر يتراوح بين 11 و12 عاماً عندما وقع حادث قلب حياة الأسرة رأساً على عقب، والده أصيب بعجز 85 بالمئة، وترك على كاهله مسؤولية البيت ورعاية إخوته ووالدته غير الموظفة، هذه المسؤولية المبكرة كانت صعبة، لكنّها غرست فيه معنى الصبر والانضباط منذ الصغر، وجعلت منه شاباً يتحمل أعباء لم يتوقعها أحد.

فالعيش في منطقة جبلية لم يسهّل الحياة، حيث الأرض الصعبة والمناخ القاسي تطلبا جهداً يومياً مضاعفاً.

بدأ آصف منذ الصف التاسع بالعمل في الزراعة وجمع الحطب، مستنداً على عزيمته وقدرته على مواجهة التعب، يقول :بابتسامة- رغم المعاناة: “الحياة عاركتني.. لكن الحمد لله تعلمت أتحمل وأواجه بصبر وبقوة.”

مواجهة الصعاب

على الرغم من كلّ الضغوط، لم يسمح آصف للتعب أن يوقف مسيرته التعليمية، كان يوازن بين العمل والدراسة، ويستثمر كلّ لحظة للتعلم.. خلال فترة البكالوريا، عاش تجربة صعبة إضافية فيها بيت إيجار شبه قبو، ليالٍ طويلة بين الكتب على ضوء خافت، وحيداً لكنّه مصر على النجاح.. ونجح بمجموع 225,2 درجة، إنجاز يوضح أن التفاني والإصرار أقوى من أي صعوبة.

وحول مواجهة الحرائق والتضحية من أجل المجتمع، لم تتوقف مسؤوليات آصف عند حدود البيت والدراسة، بل امتدت إلى مساعدة مجتمعه، فقد شارك في إخماد الحرائق التي اجتاحت مناطق الشعرة بعد بيت ياشوط، عناب، والمنيزلـة، ويقول: إن التنقل بين الجبال غالباً مشياً على الأقدام لمسافات تصل إلى 16 كيلومتراً في يوم واحد، مع نقل المعدّات والمياه بسيارات شحن ودراجات نارية.

أدوات

وأشار إلى أن أدوات الإطفاء كانت أدوات بسيطة التي تستخدم كأغصان الأشجار، الرفوش، المناشير الكهربائية، والمضخات اليدوية، والمياه كانت تُنقل على الأكتاف، كلّ ذلك بجهود المتطوعين وأهالي المنطقة.

يقول آصف: “بدأنا بإطفاء النيران بأغصان الأشجار والماء على أكتافنا، وكلّ شيء كان بجهودنا ومن أهل المنطقة نفسها.

“إلى جانب إخماد الحرائق، يتابع آصف: قمنا بتنظيف وتوسيع الشوارع لتقليل المخاطر، لم يكن واجباً، بل اختيار ينبع من إحساسه بالمسؤولية تجاه مجتمعه، ويضيف: “لا أتمنى أحداً أن يعيش الذي عشناه من ضيق اقتصادي وقلة الموارد.. كان أبشع شعوربالعالم أن تشعر بالعجز أمام ظروفك.”

حلم ومستقبل مشرق

على الرغم من كلّ الصعاب، آصف يحلم بحياة أفضل كأن يعمل في الهندسة المدنية التي درس وكافح فيها ليحصل على معدل 92 بالمئة بمشروع تخرجه، ويحلم بإنشاء مشروع صغير لدعم أهله وإخوته، وتأمين مستقبل كريم لهم، متمنياً العيش حياة كريمة ومساعدة عائلته، وأن يساعد ببناء مستقبله، وحالماً أن يرى وطنه يتعافى من جروحه.

“تعد قصّة آصف داود.. شهادة حية على أن الإرادة أقوى من الصعاب، وأن الإنسان قادرعلى تحويل الألم إلى نجاح.

بين الجبال والنيران، الدراسة والعمل، والمسؤولية، صنع شاب واحد فارقاً في حياته وحياة من حوله، قصته تذكّرنا جميعاً أن النجاح لا يُقاس فقط بالدرجات والشهادات، بل بالإصرار والمثابرة، وبالرغبة الحقيقية في تحسين حياة الآخرين.

هي رسالة لكلّ شاب سوري تقول: إن الحياة، مهما كانت صعبة، يمكن أن تُصنع فيها إنجازات تُخلّد في الذاكرة وتضيء الطريق للآخرين.

آخر الأخبار
موقع فرنسي: إسرائيل تفتعل الفوضى الأمنية في سوريا تكريم المؤسسات الفاعلة في ختام مشروع بنيان 3 الشيخ مضر الأسعد: كلمة الشرع إعلان انتصار حقيقي للشعب السوري تثبيت سعر المازوت والبنزين بالليرة السورية.. إنقاذ اقتصادي واجتماعي بيان خليجي - بريطاني: دعم سوريا ورفض الاعتداءات الإسرائيلية عليها مفوضية اللاجئين تدعو لرفع مستوى الدعم للمهجرين السوريين عجز وتحدّيات كبيرة.. غياب النظافة يشوّه وجه حلب الحضاري مكافحة 160 هكتاراً من الباذنجان البري في السفيرة متابعة الخدمات في "الشيخ نجار".. لجان قطّاعية لـ"صناعة حلب" اتفاق دعم رواتب الموظفين.. خطوة للنهوض والإعمار شراكات جديدة في قطاع الثروة المعدنية قصة إرادة لا تُكسر.. آصف داود.. من صعوبات الطفولة إلى نيران الجبال  "الغذاء في الوقاية والعلاج" طريقك إلى الرشاقة يبدأ مجاناً جهود إغاثية ورسائل مجتمعية لدائرة العلاقات المسكونية في درعا رحلة نحو أعماقنا.. كيف نكتشف ذاتنا ونحقق أهدافنا؟ حملة "ريفنا بيستاهل" تواصل تنفيذ المشاريع التنموية والخدمية المرأة في الاقتصاد السوري.. مشاركة فاعلة تحتاج إلى الاستثمار "المراكز الصحية" في حلب بين ضغط المرضى وضعف الموارد زيلينسكي يُعلن من نيويورك استئناف العلاقات الدبلوماسية بين أوكرانيا وسوريا بعد ثلاثة عقود من "الإنفاق الاستهلاكي".. قانون للضريبة على المبيعات