“الغذاء في الوقاية والعلاج” طريقك إلى الرشاقة يبدأ مجاناً

الثورة – حسين روماني:

فيما يلهث كثيرون خلف أنظمة حميات قاسية ووعود سريعة بالرشاقة، تكشف الوقائع أنّ المشكلة أعمق من ميزان يقفز صعوداً وهبوطاً.. الأمر يرتبط بعادات غذائية مترسخة في المطبخ السوري، يختبئ السكر والدهون خلف كل طبق شعبي شهي.

من هنا تبدأ الحكاية مع اختصاصية التغذية نور زينب، التي ترى أنّ التغيير لا يتحقق بحرمانٍ مؤقت، بل عبر إعادة صياغة علاقتنا اليومية مع الطعام، ليغدو وسيلة للشفاء بدلاً من أن يكون مصدراً للمرض.

تشير الاختصاصية زينب، خريجة كلية العلوم الصحية، إلى أنّ أغلب الحالات التي تستقبلها في عيادتها تتعلق بمرضى السكري والسمنة، السبب في ذلك، كما تقول: يعود إلى طبيعة الطعام السائدة في المجتمع، اعتمادنا على الدهون كبير، ونوعية الأكل سيئة جداً، الناس غالباً حين يقررون إنقاص وزنهم يلجؤون إلى خفض كمية الطعام بشكل حاد، فينزل وزنهم بسرعة، لكن الكيلوغرامات المفقودة تعود بسرعة أكبر، النزول السريع يتبعه جوع سريع، لذلك الحل ليس التجويع بل تغيير العادات اليومية”.

زيت الزيتون أولاً

من أبرز الأخطاء الغذائية في المطابخ السورية الاعتماد على الدهون الصلبة كالزبدة والسمنة.

زينب ترى أنّ الأفضل هو استبدالها بالزيوت النباتية، وعلى رأسها زيت الزيتون: “الزيت بشكل عام أفضل من السمنة، والدهن النباتي أفضل من الحيواني، لكن حتى الزيت يجب أن يُستخدم بكميات قليلة، ملعقة زائدة كفيلة بأن تُحوّل طبق السلطة من وجبة صحية إلى طبق مليء بالسعرات”.

توضح الاختصاصية زينب أنّه لا يوجد نظام صحي يناسب الجميع، فلكل إنسان نمط حياة مختلف، ومع ذلك، هناك قواعد عامة تصلح للجميع تقريباً، أهمها تنظيم الوجبات: “من غير الصحيح أن يتناول الشخص طعامه فور استيقاظه، الأفضل أن يشرب الماء وينتظر ساعة أو ساعتين قبل الوجبة الأولى، يُنصح بثلاث وجبات أساسية يومياً تتخللها وجبات خفيفة صغيرة، مثل قطعة فاكهة، الفاصل بين كل وجبة وأخرى يفضَّل أن يكون أربع ساعات”.

حين يصبح الطعام علاجاً

هل يمكن للغذاء وحده أن يعالج أمراضاً مزمنة كالسكري والضغط؟ تجيب بثقة: كثير من مرضى السكري من النمط الثاني نجحوا في ضبط مستوى السكر لديهم من خلال الحمية، وبعضهم تخلّى نهائياً عن الأدوية بعد التزامه بالعادات الغذائية الصحيحة وممارسة الرياضة، هذا دليل واضح على أنّ الطعام ليس مجرد وقود للجسم بل وسيلة علاجية حقيقية.

على الرغم من وضوح دور الغذاء في الوقاية والعلاج، ترى زينب أنّ المجتمع السوري مازال بعيداً عن استيعاب هذه الفكرة: “حتى اليوم، لا يُعترف بدور اختصاصي التغذية بشكل جاد.. الناس يظنون أنّ عملنا محصور في النحافة والبدانة، وعندما لا يلتزمون بالنظام الذي نضعه لهم، يُحمّلوننا المسؤولية عن غياب النتائج، وأشارت إلى أنه في أوروبا، اختصاصي التغذية يجلس إلى جانب الطبيب في المستشفى، ويُعتبر جزءاً من الفريق العلاجي، أما هنا فمازالت الثقافة الصحية ناقصة.

بين المطبخ والوعي

الطعام السوري معروف بغناه وتنوعه، لكنّه في الوقت نفسه محمّل بالدهون والسكريات، الحل، بحسب زينب، ليس التخلي عن الأطباق التقليدية، بل تعديل طرق تحضيرها: تقليل الزيت، تجنب القلي قدر الإمكان، الاعتماد على السلق أو الشوي، وإضافة الخضار الطازجة.

كل تفصيل صغير يحدث فرقاً كبيراً على المدى الطويل.

تعتبر اختصاصية التغذية أنّ التغيير لا يقع على عاتق الفرد فقط، بل يحتاج إلى وعي جماعي يبدأ من المدارس ويمتد إلى الإعلام والمؤسسات الصحية: “إذا لم نعلّم الأطفال منذ الصغر عادات غذائية صحيحة، سنظل نعيد إنتاج المشكلات نفسها مع كل جيل، المسألة ليست تخص فرداً بعينه، بل هي شأن عام يتعلق بالصحة الوطنية”.

بين النصيحة والالتزام

تقول الاختصاصية زينب: إنّ أكثر ما يُحبطها هو أن معظم من يراجعونها لا يلتزمون بالخطة الموصوفة: البعض يظن أن زيارة اختصاصي التغذية تكفي وحدها لتغيير نمط الحياة، فيما النجاح الحقيقي يتطلب إرادة وصبراً.

الغذاء ليس حمية مؤقتة بل أسلوب حياة كامل.

تختم حديثها بدعوة إلى إعادة النظر في مكانة اختصاص التغذية داخل المنظومة الصحية السورية: “نحن ندرس التغذية العلاجية لسنوات، لكن المجتمع لايزال يحصرنا في فكرة الرجيم.

إذا أُتيح لنا العمل جنباً إلى جنب مع الأطباء، يمكننا تخفيف أعباء الأمراض المزمنة وتحسين نوعية حياة الناس”.

آخر الأخبار
موقع فرنسي: إسرائيل تفتعل الفوضى الأمنية في سوريا تكريم المؤسسات الفاعلة في ختام مشروع بنيان 3 الشيخ مضر الأسعد: كلمة الشرع إعلان انتصار حقيقي للشعب السوري تثبيت سعر المازوت والبنزين بالليرة السورية.. إنقاذ اقتصادي واجتماعي بيان خليجي - بريطاني: دعم سوريا ورفض الاعتداءات الإسرائيلية عليها مفوضية اللاجئين تدعو لرفع مستوى الدعم للمهجرين السوريين عجز وتحدّيات كبيرة.. غياب النظافة يشوّه وجه حلب الحضاري مكافحة 160 هكتاراً من الباذنجان البري في السفيرة متابعة الخدمات في "الشيخ نجار".. لجان قطّاعية لـ"صناعة حلب" اتفاق دعم رواتب الموظفين.. خطوة للنهوض والإعمار شراكات جديدة في قطاع الثروة المعدنية قصة إرادة لا تُكسر.. آصف داود.. من صعوبات الطفولة إلى نيران الجبال  "الغذاء في الوقاية والعلاج" طريقك إلى الرشاقة يبدأ مجاناً جهود إغاثية ورسائل مجتمعية لدائرة العلاقات المسكونية في درعا رحلة نحو أعماقنا.. كيف نكتشف ذاتنا ونحقق أهدافنا؟ حملة "ريفنا بيستاهل" تواصل تنفيذ المشاريع التنموية والخدمية المرأة في الاقتصاد السوري.. مشاركة فاعلة تحتاج إلى الاستثمار "المراكز الصحية" في حلب بين ضغط المرضى وضعف الموارد زيلينسكي يُعلن من نيويورك استئناف العلاقات الدبلوماسية بين أوكرانيا وسوريا بعد ثلاثة عقود من "الإنفاق الاستهلاكي".. قانون للضريبة على المبيعات