الثورة أون لاين – سهيلة إسماعيل
قد يبدو مثيراً للاستغراب أن تكون شوارع المدن الكبرى من دون أسماء ، ولنأخذ مدينة حمص – على سبيل المثال لا الحصر – فهناك الكثير من الشوارع ضمن الأحياء لا تحمل أي اسم ، أو تحمل اسم بعض العائلات مثل شارع الطويل في حي وادي الذهب نسبة لعائلة بيت الطويل ، وربما بعض البلدان كشارع البرازيل أو القاهرة ، وهذا دليل على تقصير المعنيين في مجلس مدينة حمص الذي يضم دائرة مهمتها تسمية وترقيم الشوارع في المدينة ، بينما في الريف يقع هذا الأمر على عاتق الوحدات الإدارية .
واكدت رئيسة دائرة تسمية وترقيم الشوارع في مجلس المدينة المهندسة سلمى الحكيم أن هناك خارطة دليلية بأسماء الشوارع للمناطق المنظمة ، وهناك لوحات موجودة في بداية الشوارع وفي نهايتها تحمل اسماء لها بصمتها في تاريخ سورية الثقافي والحضاري حتى إن بعض اللوحات كُتب عليها لمحة عن اسم الشخصية اللذي أطلق على الشارع ، أما المناطق غير المنظمة مثل ضاحية الوليد وضاحية الباسل فليس لها دليل ، وقد أعدت الدائرة خارطة دليلية حتى للأحياء غير المنظمة مثل المهاجرين وكرم الزيتون والأرمن وحي السبيل والعباسية ويوجد أربعون من الاسماء لشهداء من أجل تسمية شوارع متفرقة في تلك الأحياء بأسمائهم تخليداً لذكراهم ،وتقديراً لتضحياتهم ، وهي موجودة على مخططات لكنها لم تكتمل بعد، لكن ومع بداية الحرب الشرسة والأحداث الأليمة التي شهدتها مدينة حمص تعرض مبنى مجلس المدينة للحرق وضاعت الخارطة الدليلية التي كانت مُعدة لهذا الغرض ، وقد كانت مدينة حمص رائدة في هذا المجال مقارنة مع غيرها من المدن . هذا من ناحية ومن ناحية ثانية أصبح تجهيز اللوحات مكلفاً جداً ، ولا يوجد اعتماد من الوزارة ، كما أن واقع بعض الأحياء مختلف تماماً عن مخططها التنظيمي ضاحية الباسل المجاورة لحي العباسية ، وهذا يعيق تسمية الشوارع لإدراجها ضمن الخارطة الدليلية