الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:
اقر الجنرال الفرنسي دومينيك دولا وارد، وفق مانشرته صحيفة أفريقيا – آسيا الإلكترونية في 13 أيلول الجاري بأن اتهامات الدول الأربع في التحالف الغربي (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا) بشأن الأسلحة الكيماوية في سورية باطلة وفي غير محلها، لأن هذه الدول هي الوحيدة التي استخدمت ، على نطاق واسع ، أسلحة الدمار الشامل عبر التاريخ (الغاز القتالي خلال الحرب العالمية الأولى ، غاز الإبادة والسلاح النووي أثناء الحرب العالمية الثانية و الأسلحة الكيماوية في فيتنام من قبل الأمريكيين).
هذه الدول الأربع تشكل جزءا أيضا من بين تلك الدول التي تصبح أكاذيبها المؤكدة والمثبتة ذرائعاً لخوض الحرب والتسبب في الفوضى والموت في العديد من البلدان. (كحادثة العلم الكاذب في خليج تونكين لتبرير حرب فيتنام ، وآثار مسحوق بيرلين بيمبين من قبل وزير خارجية أمريكا كولين باول في الأمم المتحدة والذي من المفترض أن يمثل أسلحة كيميائية ، لتبرير غزو العراق و احتلاله لاحقا، والحكاية الزائفة لأطفال الحاضنات لتبرير التدخل في الكويت، و مذبحة راتشاك المزيفة لتبرير التدخل في كوسوفو، وهجوم كاذب بالغاز تحت راية علم مزيف واستغلال الإرهابيين لتبرير التدخل في سورية، و مونتاج وقح لقضايا نمتسوف وسكريبال ونيفالني في محاولة لتشويه سمعة بوتين ، ناهيك عن الثورات الملونة وما سمي كذبا “الربيع العربي” الأخرى.
ذكّرتنا قضية “أوراق البنتاغون” ، التي تم إنتاج فيلم عنها و تمت إعادة بثه في 13 أيلول على TFI (التلفزيون الفرنسي)، بأن الحروب التي شنتها الولايات المتحدة والغرب كانت، في أغلب الأحيان، مسبوقة بحرب من الأكاذيب والمعلومات المضللة للرأي العام العالمي التي تناقلتها وسائل الإعلام الأمريكية والغربية، سواء أكانت واعية لذلك أم لا، وكررتها كثيرا بلا كلل، قبل أن تدينها.
ألم يقل بومبيو ، وزير الخارجية الأمريكي الحالي بنفسه: “عندما كنت في ويست بوينت، كان الشعار هو” لن تكذب، لن تغش، لن تسرق، و لن تتسامح مع أولئك الذين يفعلون ذلك. “لقد كنت مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية و كذبنا وخدعنا وسرقنا. لقد تدربنا بالكامل على ذلك.
وهنا لا ننسى الكيان الصهيوني الذي قام على أكاذيب واضاليل خادعة للعالم.
لقد أتقنت الحركة الصهيونية الحرب والاضطهاد والإنكار للآخر، ومارسته بلا أخلاقية خدمة لأهدافها وللغرب ، وبانصياع لاحق للتعليمات والأوامر العنصرية التي تتيح قتل الآخر في استعادة لأحداث تاريخية انتهت وحدثت في زمانها ومكانها البعيد عنا، وإسقاطها بشكل عبثي ( ما بها من نبذ و قتل وطرد و استيلاء ..) على أرضنا وشعبنا ، وكلما زاد معدل قوتهم كما هو حاصل مع اليمين الإسرائيلي اليوم زاد عمق التمسك بالرواية التوراتية المنقطعة لوقتها فقط ، وزاد الاقتباس منها ما لا يتفق مع عقل أومنطق أو أخلاق.