منتحلو الحضارة !!

فتح حديث دونالد ترامب الرئيس الأميركي بشأن التخطيط أو الطلب بتنفيذ عملية اغتيال للسيد الرئيس بشار الأسد الباب واسعاً لاستعادة سلسلة طويلة من الاغتيالات السياسية التي نفذتها الإدارات الأميركية المتعاقبة بحق كل من خالفها أو وقف عائقاً أمام مخططاتها ومشاريعها ، صغيرة كانت أو كبيرة ، الأمر الذي يظهر حجم ومكانة ما تشكله سورية بمكانتها وشعبها ودورها وقيادتها من عقبة مانعة للمضي في تنفيذ المشروع الإمبريالي الصهيوني الاستعماري الغربي الهادف إلى السيطرة على مقدرات الأمة العربية وإلحاقها بعجلة الدوائر الاستعمارية الغربية.
لقد كان الاغتيال السياسي والقتل الأسلوب المتبع دوماً في مواجهة معارضي السياسة الأميركية، وعلى سبيل الإشارة والتذكير نستعيد قتل المخابرات المركزية الأميركية لرئيس وزراء فيتنام عام ١٩٦٣ نيجو ديدين ، لتتابع مشروعها في اغتيال قرابة أربعين ألفاً من الفيتناميين وفق برنامج شهري بعد عملية اغتيال كولبي في فيتنام عام ١٩٦٩.
وكان قد سبق ذلك اغتيال الناشط الحقوقي مارتن لوثر كينغ المطالب بالمساواة ما بين السود والبيض وذلك في العام ١٩٦٨.
ولعل عملية اغتيال سلفادور الليندي رئيس تشيلي المنتخب وتنصيب الجنرال بينو شيت المرتبط بالاستخبارات الأميركية تعيدنا إلى المتغيرات التي حصلت في تلك الدولة الأميركية اللاتينية عام ١٩٧٤ ودخولها في حالة القمع والاغتيالات لفترة طويلة.
وهنا لا ننسى عمليات الاعتداء على دور العبادة وإسكات صوت الشخصيات الفاعلة والمؤثرة، فتأتي عملية اغتيال المونسنيور روميرو رئيس أساقفة السلفادور معبرة عن الآلية الخبيثة التي تستخدمها الإدارة الأميركية في تصفية معارضيها وخصومها أينما كانوا ومهما كانت مواقعهم ومكانتهم السياسية أو الاجتماعية وحتى العلمية والثقافية، إذ يمكن أن نسجل عشرات عمليات الاغتيال لباحثين وعلماء ومفكرين لم يخضعوا للسياسة الأميركية والصهيونية، فكان مصيرهم التغييب بأساليب وأشكال مختلفة، وهذه سياسة لم تتغير يوماً ، وهي وإن كانت تنفذ من دون تهديدات مسبقة غالباً ، فإنها اليوم في عهد ترامب تأتي على شكل تهديد واضح وموصوف جنائياً وقضائياً ، الأمر الذي يستدعي مواجهة قانونية لتجريم ذلك التهديد وخاصة أن اتفاقية نيويورك لعام ١٩٧٣ بشأن حماية الأشخاص المتمتعين بالحماية الدولية تؤكد وتضمن حقنا في رفع دعوى قضائية تفضح تلك الممارسات وتجرم الإدارة الأميركية ورئيسها.
هذه واحدة من ساحات المواجهة المفتوحة التي تعكس حالة الصراع المستمرة ما بين قوى البغي والعدوان وبين الشعوب والأمم ذات البعد الضارب في العمق ، إذ تشكل المواجهة حرباً متعددة الوجوه بطابع حضاري مقاوم يواجه وجهاً معتدياً ومتوحشاً يمتلك وسائل التقنية الحديثة كلها، لكنه يطوعها للتدمير والقتل، وذلك أمر سيستمر طالما بقي السلوك الإمبريالي موجوداً.
ونحن مؤمنون في أن المواجهة في أي صراع حضاري سيكون النصر النهائي إلى جانب أصحاب العمق الحضاري، بينما سيذهب منتحلو الحضارة مع عدوانهم إلى قاع الجحيم وإن امتد الزمن.

معاً على الطريق – مصطفى المقداد

آخر الأخبار
الإمارات تستأنف رحلاتها الجوية إلى سوريا بعد زيارة الشرع لأبو ظبي الاحتلال يواصل مجازره في غزة.. ويصعد عدوانه على الضفة مصر والكويت تدينان الاعتداءات الإسرائيلية وتؤكدان أهمية الحفاظ على وحدة سوريا بعد أنباء عن تقليص القوات الأميركية في سوريا..البنتاغون ينفي إصلاح محطة ضخ الصرف الصحي بمدينة الحارة صحة اللّاذقية تتفقد مخبر الصحة العامة ترامب يحذر إيران من تبعات امتلاك سلاح نووي ويطالبها بعدم المماطلة لكسب الوقت  الأونروا: إسرائيل استهدفت 400 مدرسة في غزة منذ2023 صحة طرطوس تستعد لحملة تعزيز اللقاح الروتيني عند الأطفال الأونكتاد" تدعو لاستثناء اقتصادات الدول الضعيفة والصغيرة من التعرفات الأميركية الجديدة إصلاح المنظومة القانونية.. خطوة نحو الانفتاح الدولي واستعادة الدور الريادي لسوريا التربية تباشر تأهيل 9 مدارس بحماة مركز لخدمة المواطن في سلمية الاستثمار في المزايا المطلقة لثروات سوريا.. طريق إنقاذ لا بدّ أن يسير به الاقتصاد السوري أولويات الاقتصاد.. د. إبراهيم لـ"الثورة": التقدّم بنسق والمضي بسياسة اقتصادية واضحة المعالم خبراء اقتصاديون لـ"الثورة": إعادة تصحيح العلاقة مع "النقد الدولي" ينعكس إيجاباً على الاقتصاد المحلي في ختام الزيارة.. سلام: تفتح صفحة جديدة في مسار العلاقات بين لبنان وسوريا  محافظ اللاذقية يلتقي مواطنين ويستمع إلى شكاويهم المصادقة على عدة مشاريع في حمص الأمن العام بالصنمين يضبط سيارة مخالفة ويستلم أسلحة