الثورة أون لاين- طرطوس – بشرى حاج معلا:
مع الدخول في أعتاب العام الدراسي الجديد كثرت الوعود والتصريحات حول أساليب التعقيم والتنظيف في المدارس الحكومية والخاصة بسبب انتشار فيروس كورونا/كوفيد-19 / إضافة إلى إعطاء تصريحات بوجود المرافقين الصحيين للحفاظ على السلامة العامة.
كما أشارت مديرية صحة طرطوس سابقاً في تصريحات عدة إلى الالتزام بكل التعليمات الوزارية ورفد كل مدارس المحافظة بنحو /1100/ مرشد صحي وتطبيق كل القواعد الاحترازية والجولات الاطلاعية للتأكد من السلامة العامة، إضافة إلى رفد كل المدارس بالمعقمات اللازمة، مع الالتزام الكامل بالتوعية والمراقبة من قبل الأهالي والكادر التدريسي.
وضمن هذا الإطار كان “للثورة” الجولة الميدانية اللازمة للاطلاع على الوضع القائم.
حيث تغيب أساليب التوعية والنظافة في أغلب المدارس مع بداية العام الدراسي، ولم تحظ برضا الأهالي الذين عبروا عن أسفهم بغياب سيناريوهات التعقيم التي ضجت بها وزارة التربية منذ أشهر، بينما تتغنى مدارس أخرى في أساليب الالتزام والتعقيم والمتابعة.
هدى يوسف مديرة مدرسة الخنساء في طرطوس لفتت بقولها: رغم العدد الموجود لدينا من الطلاب قمنا بجهود كبيرة لنزع الخوف من الأهالي واتباع كل أساليب التعقيم والتنظيف ورغم صغر مدارسنا طبقنا أسلوب التباعد المكاني للطلاب بطالبين في كل مقعد إضافة إلى الالتفات للغرف الإدارية لتحويلها لغرف صفية منعاً للازدحام وتجنب اتخاذ إجراء الدوام النصفي الذي يشكل عبئاً على الأهالي والطلاب، وأضافت من الواجب إيجاد حل بعيد عن الدوام النصفي بإنشاء المدارس وإشادة الأبنية.
وأضاف والد الطفل أمجد سليمان بقوله: حرصاً منا على سلامة أطفالنا قمنا بتعليمهم كل أساليب الوقاية من تباعد مكاني وتعقيم وغيرها إضافة الكمامة، لكن بقيت الحكاية الأكثر تعقيداً عند إيصال أطفالنا للمدارس فكانت المفاجأة بغياب كل أساليب النظافة و التعقيم، عدا عن الإهمال غير المقبول للأعداد الهائلة للطلاب وعدم الالتزام بأي تباعد، إضافة إلى غياب كبير لبعض الكتب المدرسية مع عدم قدرة الأهالي إرسال أبنائهم بكامل اللباس وكامل المستلزمات المدرسية.
المعلمة زينة عبد الله أكدت بدورها على وعي الطلاب في المساعدة والالتزام بقواعد الانضباط والسلامة الصحية وأضافت: في هذه الأجواء لا يمكننا إيجاد حلول مقنعة للأهالي والطلاب وكل ما يمكننا فعله هو الالتزام بالقرارات الوزارية وما تنص عليها من بنود.
الطالبة سيرين محفوظ في الصف السادس لفتت بقولها: مع كل المعاناة التي أوصلتنا إلى هذه المرحلة لم يكن ينقصنا سوى تعجرف بعض المعلمات اللاتي يستقبلن العام الجديد باكتئاب واضعين مكامن الضعف في هذه المرحلة على عاتق إهمال بعض الطلاب متناسين مهامهم في تيسير أمورنا بكل رحابة صدر.
في الختام.. وفي ظل تفقد وزارة التربية وحاشيتها لسير العمل في بعض المدارس أغفلت كاميرات التصوير المشاهد المخبأة لمدارس لم يجد فيها الطلاب أماكن للجلوس فيها بعد أن امتلأت مقاعدها بأكثر من ثلاثة طلاب.
إضافة إلى قيام بعض الأساتذة في مدارس أخرى بسياسة من نوع آخر للطلاب وإخبارهم بعدم المجيء ريثما يتم تأمين الكتب الدراسية.
وفي ظل غياب أدنى مقومات التعقيم في معظم مدارسنا وغياب الوعي لأطفال لا يستطيع المعلمون ضبطهم وإلزامهم بارتداء كمامة لساعات تطول.
واحتلال الخوف والذعر لمشاعر الجميع لأيام لا يعلم بمصيرها أحد.
أما الأهالي فكان تخوفهم أضعافاً مضاعفة بعد أن أضافت طلبات المدارس قائمة جديدة للمستلزمات المدرسية منها المناشف والمعقمات والكمامات.
لتطول وتطول قائمة المدفوعات المادية التي أرهقت الجيوب والنفوس والتي كان من المفترض أن تقوم المدارس بتأمينها ضمن البروتوكول الصحي الذي صدحت به، فلم يخرج كالواجب، ولم يحظ الطالب ولا المعلم بالأولويات والاهتمامات كما كان متفقاً عليه في أغلب المدارس.