طرطوس_بشرى حاج معلا:
بعد الانتشار الواسع الذي شهده العالم لأزمة وفيروس كورونا “كوفيد-19” ارتقت الكمامة إلى أعلى مراتب الطلب وأضحت معياراً أساسياً لا يمكن النجاة إلا به على حد زعم الكثيرين..
حتى تفننت الشركات الطبية وغير الطبية في العرض وأصبح الطلب متعدد الألوان واﻷشكال.
لكن في ظروف اقتصادية خانقة تجاهلها الأكثرية اليوم،
والآخر استعملها عند الدخول لبعض المؤسسات الحكومية كقناع فقط ، وفي المقابل تنتعش مبيعات الكمامات الطبية والقفازات المتخصصة والأشرطة اللاصقة وغيرها من المعدات الوقائية في دول العالم بعد تمدد انتشار فيروس “كورونا” ما بعث بالتأكيد على القلق على نحو أدى إلى زيادة الطلب على الكمامات بدرجة وصلت إلى حد “الهوس” في بعض الأحيان، الأمر الذي أثار تخوفات دولية وإقليمية، بعد ارتفاع أسعارها ونفاد كمياتها وتشكل سوق موازية لها.
الصيدلانية لما حسن لفتت إلى التحديات التي يواجهها الجميع والميل إلى ارتداء الكمامة كنوع الشكلانية وليس الالتزام بها كإجراء وقائي جدي.
وقالت: لاحظت أن البعض يزيل الكمامة عن فمه حين يبدأ بالحديث معك، ربما بدافع اللياقة، لكننا ننسى أنها ليست نظارة شمسية، وأن منع الرذاذ الذي قد يحمل الفيروسات من الوصول إلى الشخص الآخر سبب رئيس لارتدائها، كذلك قد لا يغطي البعض الأنف، تغطية الفم لحماية الآخر لكن تغطية الأنف لحماية الشخص ذاته والاثنان على ذات المستوى من الأهمية.
كما يرى البعض عند شراء الكمامة وتعاملهم بالنقود يمسكونها كيفما اتفق ولا يرتدونها إلا وقد تلوثت، هنا لا بد من الانتباه إلى أن إمساكها يتم من خلال خيطي التثبيت بالأذن وليس باليد غير المعقمة..
كذلك يجب حمايتها من البلل ووضعها في كيس جاف نظيف في حال الانتقال من مكان لآخر وارتدائها مجدداً وليس رميها في الحقيبة أو في الجيب دون حمايتها من موجودات المكانين.
أيضاً من المهم معرفة الفرق بين الدخول إلى مستشفى أو الوقوف في مكان مكتظ يعرضنا لرذاذ سعال مباغت في أي لحظة وبين الوجود في مكان لا يجبرك على الاحتكاك المباشر بالناس، ففي الحالة الأولى من الضروري ارتداء الكمامة الطبية بينما في الحالة الثانية يمكن الاكتفاء بالكمامة القماشية للحد من مصادر العدوى.
وينصح المسنون وأصحاب الوضع الصحي الدقيق بارتداء الكمامة الطبية لرفع معدل الحماية.
كذلك لا يجوز بالمطلق ارتداء كمامة سبق لشخص آخر ارتداؤها، على الرغم من بديهية هذه المعلومة إلا أن البعض يتجاوزها عند الاضطرار إلى دخول مؤسسة عامة مثلاً مع عدم امتلاكهم لكمامة، هنا أشير إلى أن الشخص الذي قد يرتدي كمامته (استسهالاً ) قد يكون مصاباً بفيروس جلدي كالحلأ البسيط مثلاً أو بفيروس تنفسي يختلف عن كورونا، فهل يستحق الاستعجال بأداء الأغراض الإصابة بعدوى أمراض كهذه؟
أيضاً لاحظت أن كثيرين باتوا يعتقدون أن أي إصابة ليست بكورونا لا بأس من نشر العدوى بها فتراهم يبدؤون السعال أو العطاس دون تغطية الفم وقد يكتفون بإزاحة وجوههم مع الجملة الشهيرة (ما معي كورونا) وكأنه لا بأس من نشر جراثيم وفيروسات أخرى بين من يقف في محيطهم ليمرض ويتعطل عن أشغاله..
إن تغطية الفم عند السعال مسألة تنم عن ذوق واحترام فضلاً عن ضرورتها لحد العدوى بأي مرض تنفسي…
في الختام ..
ومع كل الإجراءات المتخذة والتدابير الواقائية أصبح ارتداء الكمامة الطبية أمراً غير مجدٍ لدى البعض على اعتبار أن ما سيتخذ من احتياطات لا يمنع من الوقوع في المرض للبعض وأن ما تستهلكه الكمامة الطبية بشكل دوري يشكل خطراً على الجيب في ظل ظروف افتصادية خانقة.
ما يستدعي تراجع الانتاج والمبيع لدى الشركات المستفيدة و الحفاظ على المناعة الطبيعية للبعض نتمنى أن يكون احترام الصحة العامة والخاصة ثقافة عامة لأن الصحة ثروتنا الأثمن، كما نتمنى الشفاء لجميع المصابين ودوام الصحة على الجميع.