الثورة أون لاين – دينا الحمد:
لم يترك نظام أردوغان جريمة بحق السوريين وشعوب المنطقة إلا واقترفها، فمن رعاية الإرهاب إلى الغزو والاحتلال وقتل المدنيين الأبرياء ومحاصرتهم وتجويعهم وتعطيشهم مروراً بسرقة النفط والثروات وحرق المحاصيل الزراعية.
ولم تتوقف آلته الإعلامية يوما واحدا عن ممارسة الدجل والتضليل وبث خطابات الكراهية والعنصرية ضد الآخرين، وهذا ليس بغريب على هذا النظام الإخواني العثماني، فمن يرتكب كل هذه الجرائم ضد الإنسانية لن يتورع إعلامه والمؤسسات الناطقة باسمه عن بث خطابات الكراهية ورسائل العنصرية ومهاجمة الآخر لمجرد انتمائه وتوجهه الذي يتعارض وسياسات هذا النظام العدوانية.
وهذا الكلام ليس من بنات أفكارنا أو اتهام نظام أردوغان لمجرد الاتهام أو محاولة شيطنته بل هو حقيقة دامغة وثقتها مؤسسة تركية، أي من داخل البيت التركي وليس من خارجه، فقد كشف تقرير صادر عن مؤسسة (هرانت دينك) التركية، عن توجيه الإعلام التركي ما يزيد عن 5500 خطاب كراهية خلال العام 2019، لافتاً إلى أن الكم الأكبر من تلك الرسائل طالت الأرمن بالدرجة الأولى، ومن ثم السوريين بالدرجة الثانية.
وكان العام الماضي قد شهد سلسلة اعتداءات نفذها أتراك ضد اللاجئين السوريين، وصل بعضها إلى القتل والإيذاء الجسدي والاعتداء على المنازل والمحال التجارية، في مدن تركية عدة.
وإلى جانب ذلك، أشار التقرير إلى أنه رصد الرسائل المذكورة في 80 وسيلة إعلام تركية، لافتاً إلى أن من بين رسائل الكراهية والتحريض، 108 مقالات طالت فئات مختلفة في تركيا، في حين طالت الأرمن 803 مواد إعلامية محرضة على الكراهية، والتي بين التقرير أنها تصاعدت مع إحياء ذكرى مذبحة الأرمن التي يتهم الجيش العثماني بتنفيذها مطلع القرن الماضي.
أما السوريون، فقد طالتهم 760 مادة إعلامية، ربطت الأزمة الاقتصادية التركية بوجودهم، مصورة معظم اللاجئين على أنهم مجرمون من خلال الربط بينهم وبين أعمال السرقة والقتل والتحرشات، بالإضافة إلى العمليات الإرهابية، بحسب ما ورد في التقرير.
هكذا إذا هو النظام التركي لم يترك جريمة ضد الإنسانية إلا وارتكبها ولم يكتف بذلك فقط بل أفرغ كل رمى في جعبته من خطابات الكراهية ورسائل العنصرية العثمانية ضد السوريين والأرمن وبقية شعوب المنطقة، لكن المفارقة الصارخة أن الغرب الذي توجه دفته السياسية الولايات المتحدة مازال يدعم هذا النظام الإرهابي ويتستر على جرائمه ويشجعه على ارتكاب المزيد منها، ويشجعه أيضاً على بث رسائل الكراهية والعنصرية، وعلينا ألا نستغرب ذلك فهذا الغرب العدواني الذي تتحكم به أميركا هو الراعي الأول للإرهاب وهو الممارس رقم واحد لخطابات الكراهية ضد الشعوب ولنا هذه الأيام آلاف الأمثلة على ذلك، وآخرها ما جرى في أميركا من ممارسة مفرطة للعنصرية ضد السود والملونين على إثر مقتل جورج فلويد على يد الشرطة الأميركية العنصرية.. وبالتالي لا غرابة على نظام أردوغان أن يقلد أسياده ويسير على خطاهم العدوانية والعنصرية.