أدبيات التربية الخاصة في تعاطي الأسرة مع الإعاقة السمعية

الثورة أون لاين – غصون سليمان:

اهتمت أدبيات التربية الخاصة بأثر الإعاقة السمعية على الأسرة التي تعبر في حالات كثيرة عن صدمتها واستيائها، وردة الفعل هذه لاشك أنها تؤثرسلبا في عملية النمو النفسي والاجتماعي لدى الطفل المصاب.
واذا ماكنا منصفين فإن ردود فعل الأسرة مهما كانت طبيعتها وبدت كأمر طبيعي وعادي،ولكن لايمكن لأحد تقبلها إذا ماغدت غير محتملة ولاتعبر عن نضج انفعالي اجتماعي تتمتع بهما الأسرة.
ومن أهم ردود الفعل التي وردت في أدبيات التربية الخاصة حسب رأي الدكتور آذار عبد اللطيف في كتابه الخاص بتدريب وتعليم المعوقين سمعيا في المدارس العادية، هو موضوع الصدمة ،فأول مايسمع الوالدان أنهما قد رزقا بطفل يعاني من إعاقة سمعية أو أنه أصبح معاقا سمعيا بعد الولادة بقليل لسبب أو لآخر،فإن هذا الخير يمثل أسوأ خبر يسمعانه في حياتهما ويواجهانه بالصدمة أولا وأخيرا.
وكثيرا ماتكون الصدمة مؤلمة كونها تخالف توقعاتهما قبل الولادة وهما ينتظران طفلا جميلا سليما خاليا من أي إصابة.
والأمر الثاني من تلك الأدبيات هو عامل النكران،فما إن يمتص الوالدان صدمة الخبر حتى تبدأ مرحلة جديدة هي مرحلة الانكار وهذه تعد إحدى وسائل الدفاع الأولية حيث يتضمن الانكار عدم التصديق لأن الطفل معوق لدرجة انكار الإعاقة وهذا الانكار اللاشعوري يحقق لهما الشعور بالراحة. أما الأمر الثالث وحسب البحث فيتعلق بالتنقل الطبي فحين يعترف الوالدان ويستسلمان لحقيقة اصابة طفلهما بما ذكرناه فإنهما يبذلان قصارى جهدهما لنفي حالة الإعاقة من خلال مراجعة اكثر من طبيب ليبدأ بعدها في العامل الرابع موضوع النوم، إذ يعتبر الغضب أحد الانفعالات النفسية المرافقة لرد فعل الوالدين أو أحدهما باللوم حيث يلقي أحد الوالدين اللوم على الآخر بأنه المسؤول عن إعاقة الطفل ، ولا يتوقف اللوم هنا عند هذه النقطة بل كثيرا ما يلجأ الآباء والأمهات الى لوم المشفى والأطباء ، أو الأجهزة التربوية أو التأهيلية ومع ذلك كثيرا ما يتقبل الوالدان الأمر و يقللان من لوم نفسيهما أولا أو لوم جهة اخرى.
كما يلحظ مؤلف الكتاب دور الاكتئاب والاحباط في هكذا حالات فكثيرا ما يشعر الوالدان نتيجة المعاناة التي يمران بها بمشاعر ملؤها الاحساس باليأس والقنوط وخاصة عندما يدركان بأنه مهما بذلا من جهد لا يمكن تجاوز الإعاقة بسلام.
وبالتالي كثيرا ما تولد هذه المشاعر لديهما نتيجة العامل الديني وغيرها، فالعديد من المهتمين يعتمدون الإرشاد الديني خلال جلساتهم الإرشادية بهدف تقبل الإعاقة والإيمان بالقضاء والقدر.
أما الأمر السادس من تلك الأدبيات التي اعتمدها البحث تتعلق بآلية التكيف مع الإعاقة وهو الهدف الاول الذي على المرشد النفسي أو المختص بالتربية الخاصة أن يسعى لتحقيقه، فعلى الوالدين تقبل إعاقة الطفل وعليهما توفير البرامج التربوية والتأهيلية، وأيضا المحاولة لمساعدة الطفل على التعلم والنمو. وبالرغم من ردود الفعل الآنفة الذكر فإن هذه الردود تصب نهاية الأمر في خانة التكيف لأن الواقع سيفرض نفسه فلا الانكار، ولا اللوم، ولا الصدمة، سيفيد شيئاً ليبقى الحل الوحيد والأمثل هو التكيف مع الحالة صحيا ونفسيا واجتماعياً.

آخر الأخبار
صندوق التنمية.. أفق جديد لبناء الإنسان والمكان "صندوق التنمية السوري"..  أمل يتجدد المجتمع المحلي في ازرع يقدم  350 مليون ليرة  لـ "أبشري حوران" صندوق التنمية يوحد المشاريع الصغيرة والكبيرة في ختام المعرض.. أجنحة توثق المشاركة وفرص عمل للشباب مدينة ألعاب الأطفال.. جو مفعم بالسعادة والرضا في المعرض في "دمشق الدولي".. منصات مجتمعية تنير التنمية وتمكن المجتمع كيف يستخدم شي جين بينغ العرض العسكري لتعزيز موقع الصين ؟ من بوابة السيطرة على البحار.. تركيا تصنّع حاملة طائرات تتجاوز "شارل ديغول" التداول المزدوج للعملة.. فرصة لإعادة الثقة أم بوابة للمضاربات؟! مواطنون من ريف دمشق: صندوق التنمية سيكون سيادياً سورياً الوزراء العرب في القاهرة: فلسطين أولاً.. واستقرار سوريا ضرورة استراتيجية عربية أهالٍ من درعا: إطلاق "صندوق التنمية السوري"  فرصة لإعادة الإعمار "صندوق التنمية السوري".. خطوة نحو الاستقرار الاقتصادي والسياسي الأمم المتحدة تؤكد أن لا حل في المنطقة إلا بقيام دولة فلسطينية "التقانة الحيوية".. من المختبر إلى الحياة في "دمشق الدولي" تقنية سورية تفضح ما لا يُرى في الغذاء والدواء انعكاس إلغاء قانون قيصر على التحولات السياسية والحقائق على الأرض في سوريا حاكم "المركزي": دعم صندوق التنمية السوري معرض دمشق الدولي.. آفاق جديدة للمصدّرين