الثورة أون لاين – معد عيسى:
لم تعد الجهات العامة في أحيان كثيرة مصدر المعلومة الخاصة بها، بل أصبحت الصفحات الشخصية للعاملين بهذه الجهات ومن لهم علاقة شخصية بهم مصدراً للمعلومة، بغض النظر عن دقة المعلومة وأهمية عرضها على الإعلام، وتحولت شبكات التواصل الاجتماعية من وسيلة لنقل الخبر والتعليق عليه إلى وسيلة تقوم بصناعة الخبر ونشره ومتابعته.
أخبار الصفحات الاجتماعية تنتشر من دون ضوابط ومن دون تحمل مسؤولية ومن دون تمييز بين خبر يضر نشره أو يفيد، فالصفحات التي تقوم مثلا بنشر أخبار عن وصول نواقل النفط والمشتقات النفطية أضرت كثيراً بعملية وصول التوريدات، وخدمت من حيث لا تقصد الدول التي تفرض العقوبات والحصار على سورية، وهنا يُمكن أن نسأل عن هدف نشر مثل هذه الأخبار عبر الصفحات والمواقع دون أن تكون الجهات المعنية مصدر للخبر.
اليوم على وقع أخبار مواقع التواصل تولد أزمات، وتتضخم أخرى، وتتضرر مصالح الأشخاص حتى المتناقلين للمعلومات، وكذلك تتضرر مصالح الدول، ولذلك يجب أن يتم تحميل المسؤولية لمن ينشر خبراً يساهم في تعميق الأزمات وتضخيمها، ناشر المعلومة يجب أن يتحلى بالمسؤولية، ويجب أن يكون مراقباً ويقدر أهمية نشر معلومة من ضررها.
كما لوسائل التواصل أن تلعب دوراً سلبياً يُمكن أن تلعب دوراً إيجابياً، من خلال نشر أخبار المبادرات والتنظيم والتوعية وتغيير السلوكيات، وتعزيز ثقافات الترشيد، وحسن إدارة الموارد، وطرق تقديم الخدمات، وغير ذلك من السلوكيات البناءة.
نشر الحالة السلبية يعزز الإحباط لدى الرأي العام، ويدفع الناس للتشاؤم، ويزيد من حالة الضيق في النفوس، ولا يخدم إلا تجار الأزمات ومن يريد بنا شراً، ألا يُمكن أن نكتفي بنشر الحالات الإيجابية ؟… حتى الإشارة إلى مواقع الخلل والفساد والتقصير يُمكن أن تتم بطريقة إيجابية بطرح المعلومة الدقيقة، واقتراح الحل، وتحديد سلوكيات التعاطي مع مفرزات حالات الخلل.
تصفح بسيط لصفحات التواصل يدخلنا في حالة بؤس وإحباط، فلماذا كل هذا الضخ من المآسي والأخبار المحبطة، ومنها الكثير بعيد عن الواقع ومضى عليها زمن طويل وحتى من دول أخرى.