عندما تم إنشاء الأمم المتحدة، ووضع ميثاقها، كانت الغاية الأساسية هي العمل على حفظ وصون السلم والأمن العالميين، لاسيما أن البشرية كانت خارجة للتو من اتون حرب ضروس فتكت بكل شيء، ولم يكن لعصبة الأمم المتحدة السابقة أن تستطيع فعل شيء، فالدور كان حبراً على ورق.
وقد توافقت القوى الكبرى على إقامة هذه المؤسسة المسماة الأمم المتحدة، والعمل على تأسيس مؤسساتها وأجهزتها حتى أخذت شكلها الحالي.
اليوم وبعد هذا الزمن الطويل على الانطلاقة الفعلية، هل بقيت المؤسسة الأممية فاعلة وقادرة على ممارسة دورها الأساسي؟.
سؤال يجب أن يطرح بكل صدق، وليست الإجابة ضرباً من الخيال، لا، العالم يعرف أن ثمة انحرافات كبرى وقعت في المؤسسة الأممية، وأنها الآن في أحسن الأحوال إذا كانت فاعلة جدا تصدر بيان إدانة، أو تعاطف خجل مع حدث ما، هذا يحدده موقف واشنطن التي تهيمن على مسارها، وتتخذ من منصاتها منبراً للتدخل في شؤون العالم، من خلال إصدار قرارات تأخذ صفة الشرعية، لتكون أداة بيد الإدارة الأميركية للتدخل أينما أرادت وبالوقت نفسه، وباسم المجتمع الدولي .
لن نستعرض ما فعلته واشنطن انطلاقاً من الأمم المتحدة، فالكل يعرفه، وباختصار: تجربتنا مع الأمم المتحدة وسورية عضو مؤسس لها وعضو دائم، التجربة تدل على خيبات كبيرة، فلم تكن الأمم المتحدة في يوم من الأيام قادرة على الخروج من الشرنقة التي وضعتها فيها واشنطن.
تحتاج الأمم المتحدة إلى إصلاح حقيقي وضروري لتكون قادرة على الخروج من البوتقة، لكن ذلك يواجه صعوبات كبيرة، فقد تم الحديث عن هذا مرات ومرات، لكن دون جدوى .
وهذا لا يعني أن الحال سوف تستمر هكذا فالعالم الذي غيره السوريون من خلال دفاعهم عن القيم والمبادئ ومحاربة الإرهاب، هو اليوم _العالم _ أكثر قدرة على التحرك بخطوات قد تكون غير كافية، لكنها خلخلت هيمنة واشنطن على المؤسسة الاممية، وهذا ما يجب أن يبنى عليه.
البقعة الساخنة- بقلم أمين التحرير- ديب علي حسن