الثورة أون لاين – أدمون الشدايدة:
في وقت تحاول فيه فرنسا إخفاء حقائق وحشيتها وتجاوزاتها وانتهاكاتها، تبرز مجدداً الدعوات للكشف عن مكان وجود النفايات الناجمة عن التجارب النووية التي أجرتها فرنسا بين عامي 1960 و1966 في الصحراء الجزائرية، في ظل ممارسة عدة ضغوطات على باريس، بهدف دفعها لاستخراج تلك النفايات، ضماناً للسلامة الصحية للأجيال الحالية والمستقبلية والحفاظ على البيئة، وتلك المساعي والنداءات تزيح الستار مجدداً على جرائم فرنسا الإرهابية إبان فترة استعمارها، والتي لم تزل تقترفها حتى اليوم في العديد من المناطق حول العالم.
حيث إن عدداً من الهيئات الدولية والحقوقية دعت فرنسا للكشف عن مكان دفنها النفايات النووية في الجزائر من ضمنهم مدير “مرصد التسلح” بفرنسا باتريس بوفري، الذي أكد ضرورة أن تبادر بلاده إلى حل مشكلة النفايات النووية التي تركتها في بداية الستينيات في الجزائر، ولا أحد يعلم مكان وجودها لأنها تزعم بأنه سر عسكري، مضيفاً أن باريس أبقت على مكان أو أماكن دفن النفايات النووية تحت الأرض والوثائق المتعلقة بها “سراً من الأسرار العسكرية” إلى اليوم.
تصريحات بوفري هذه جاءت لتؤكد بأن الماضي النووي لفرنسا لا ينبغي أن يظل مدفوناً تحت الرمال، وتلك النداءات لم تكن وحيدة، فقد سبقتها أيضاً دعوة منظمة “الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية” التي سبق لها أن وجهت العديد من النداءات بهذا الشأن للسلطات الفرنسية، دون جدوى حتى الآن.
تجدر الإشارة إلى أن فرنسا أجرت 17 تجربة نووية بين عامي 1960 و1966 في الصحراء الجزائرية، في حين تبين معلومات أخرى بأن فرنسا نفذت، خلال تلك الفترة سبعاً وخمسين تجربة نووية وانفجاراً، وهي 4 تفجيرات جوية، و13 تفجيراً تحت الأرض، و35 تجربة إضافية، و5 تجارب على “البلوتونيوم”، وكانت تجربتها النووية الأولى يوم 13 شباط 1960، في منطقة رقان بالصحراء الجزائرية، وأطلقت عليها اسم “اليربوع الأزرق”، حيث تم تفجير قنبلة “بلوتونيوم” بقوة 70 كيلو طن أي أقوى بثلاث إلى أربع مرات من قنبلة هيروشيما باليابان.
وقالت وثائق رفعت عنها السرية في 2013 إن أضرارها طالت غرب إفريقيا بأسره وجنوب أوروبا، وقد ساعد على تحريك هذه القضية وتسويتها هناك التعبئة الاجتماعية البولينيزية الهامة على مدى سنوات في أوساط المجتمع المدني إزاء هذه المسألة.
وسبق أن انتشرت بعض الأخبار خلال السنوات الأخيرة في الجزائر، مفادها أن فرنسا استخدمت في بداية الستينيات من القرن الماضي الصحراء الجزائرية ليس فقط لإنجاز تجاربها النووية فحسب، بل ووظفتها لمساعدة الكيان الصهيوني في إنجاز برنامجه النووي.