الثورة أون لاين – عائدة عم علي:
تسارع وتيرة الاستيطان الصهيوني في فلسطين المحتلة يؤكد أننا أمام إرهاب مُمنهَج ليس منفصلاً عن مجمل استراتيجية كيان الاحتلال الذي يستمد وجوده الطارئ من الدعم الأميركي والغربي، فإقامة المزيد من المستوطنات، يعني بالمقابل الاستيلاء على المزيد من أراضي الفلسطينيين المحتلة، وعمليات الاستيطان المتواصلة، تكذب من جهة ثانية مزاعم المطبعين حول وقف إجراءات الضم، الأمر الذي يؤكد مجدداً أن الكيان الصهيوني ماض في سياسته العنصرية وانتهاكاته الممنهجة لتوسيع احتلاله وفرضه كأمر واقع، في سياق استكمال مخططه الرامي لتصفية الوجود الفلسطيني، والإجهاز بالكامل على ما تبقى من حقوق مشروعة للشعب الفلسطيني، وفق ما تتضمنه “صفقة القرن”.
وهذا ما نشاهده اليوم في ظل الانتهاكات اليومية لحقوق الفلسطينيين، ومنها زرع أرض فلسطين بمئات المستوطنات المقامة على مفارق طُرق، وعلى مواقع استراتيجية لتقطيع الأوصال الجغرافية، ما يؤدّي إلى تهديد وإزالة الهوية العربية للشعب الفلسطيني، وعزله في كانتونات عنصرية مُتباعدة، وعمليات الاستيطان الجارية على قدم وساق من دون أي محاسبة دولية، تعد حلقة في سلسلة متواصلة من الانتهاكات المتصاعدة ضد الفلسطينيين.
ونية حكومة الاحتلال المصادقة على إقامة 5400 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية حسب ما كشفته صحيفة “هآرتس” الصهيونية في عددها الصادر اليوم الأحد، من دون الإشارة إلى خارطة توزيعها، يثبت مجدداً أن إجرام هذا الكيان الغاصب لا يتوقف عند أي حد، ويعطي دلالة إضافية على أن كل الاتفاقيات المنفردة مع هذا العدو إنما تزيده غطرسة وعدواناً.
الصحيفة أوضحت في هذا السياق وفق ما ذكرته وكالة وفا الفلسطينية أن هناك توجهاً إلى عقد جلسات رسمية في الثاني عشر من الشهر الجاري، بإيعاز من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وذلك لإقرار سلسلة من مخططات الاستيطان، ونقلها لمرحلة التنفيذ.
وكانت صحيفة “يسرائيل هيوم” قد أشارت قبل يومين إلى أن أكثر من ألفي وحدة استيطانية ضمن هذا المخطط ستكون فيما يسمى المستوطنة الحريدية “بيتار عيليت”، و629 وحدة فيما يسمى مستوطنة “عالي”، و560 فيما يسمى مستوطنة “غيلو” في القدس المحتلة، و286 وحدة استيطانية فيما يسمى مستوطنة “هار برخا” و181 فيما يسمى مستوطنة “عيناف”، و120 فيما يسمى مستوطنة “كيدم”.
وتعقيباً على ذلك، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني إن المصادقة على هذه الوحدات الاستيطانية يسابق الزمن في فرض سياسة الأمر الواقع في الأراضي الفلسطينية، في إطار تنفيذ مخطط القدس الكبرى لابتلاع أجزاء واسعة من مساحة الضفة.
وأشار إلى أن حكومة الاحتلال تستغل الظرف الدولي والوضع الصحي العالمي، لتمرر من خلالها سياسة الضم والاستيطان, مطالباً المجتمع الدولي بالانتقال من مواقف الشجب والإدانة إلى اتخاذ إجراءات وعقوبات على حكومة العدو، طبقاً لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية الأخرى.
من جهته قال مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية خليل التفكجي إن قرار الاحتلال بناء 5 آلاف وحدة استيطانية بمثابة رسالة ضمن برنامج واضح لدى حكومة الاحتلال، مفادها أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية.
بدوره أكد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، خلال إحاطته الشهرية التي قدمها، أمام مجلس الأمن الدولي حول الوضع في فلسطين المحتلة، أن عمليات الاستيطان وهدم البيوت لم تتوقف.
وحول قرار مجلس الأمن رقم 2334 لعام (2016)، دعا ملادينوف حكومة الاحتلال إلى الوقف الفوري والكامل لجميع الأنشطة الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، والاحترام الكامل لجميع التزاماتها القانونية في هذا الصدد.
في سياق متصل وفيما تعد سياسة الاعتقال واحدة من السياسات القمعية التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي بضراوة لإخضاع الشعب الفلسطيني ودفعه إلى التراجع أمام آلة البطش التي يستخدمها، قال نادي الأسير إن قوات الاحتلال اعتقلت الليلة الماضية، واليوم الأحد، 13 فلسطينياً من الضفة، مضيفاً أن ثمانية شبان جرى اعتقالهم من بلدة سلواد في رام الله والبيرة، فيما جرى اعتقال فلسطينيين اثنين من بلدة بيت فجار.
ونقلت وكالة وفا عن مصادر محلية قولها، بأن قوة راجلة مكونة من نحو 50 جندياً صهيونياً، وعدداً من الدوريات اقتحموا بلدة سلواد قبيل منتصف الليل، ودارت مواجهات بين عدد من الشبان وجنود الاحتلال، الذين أطلقوا قنابل الصوت والغاز، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
وأوضحت، أن جنود الاحتلال نصبوا كميناً لعدد من الشبان خلال المواجهات، حيث تمكنوا من اعتقال عدد منهم. إلى ذلك يسعى الاحتلال إلى إحكام سيطرته على كل شبر من الأراضي الفلسطينية، عبر زرع كاميرات مراقبة في الأزقة والشوارع وفي الحقول بشكل يصعب على المارة ملاحظتها، بهدف التجسس على المواطنين ومراقبتهم، كان آخرها في قرية دير أبو مشعل شمال رام الله.
ووفق وكالة وفا فقد عثر شبان من القرية وعن طريق الصدفة على كاميرا تجسس داخل حجر خرساني بشكل مموه عند المدخل الرئيسي المحاذي للخط الالتفافي، كان الاحتلال قد دسها خلسة خلال اقتحام القرية قبل نحو شهر، للحصول على معلومات وملاحقة الشبان الفلسطينيين.