الثورة أون لاين – لميس عودة:
لم يكتف رئيس النظام التركي رجب أردوغان بكل الحرائق الإرهابية التي أشعل فتيلها في المنطقة للاستثمار بتبعاتها وتداعياتها والاصطياد القذر في عكر الفوضى الإرهابية للسلب والنهب واقتناص الفرص للتوسع العدواني، فالرغبة بالاستحواذ على مقدرات الدول ونهب ثرواتها عن طريق البلطجة العدوانية لا تفارق عقلية الواهم العثماني بالسيطرة والتمدد العدواني في الأراضي والمياه الإقليمية للدول الأخرى، ولكن عنجهيته تلك سرعان ما تتبدد وتتلاشى، ويعود إلى مربع التفاوض مع الجميع، ومن موقع استعطاف الأطراف الدوليين، عندما تصل مخططاته التوسعية إلى طريق مسدود، وهذا ما تعكسه عودة سفينة التنقيب التركية إلى مينائها بعد أن غادرت مناطق التنقيب والاستكشاف قرب قبرص، في وقت يستعد فيه اللص أردوغان لاستقبال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ بشأن النزاع مع اليونان وقبرص حول الحدود البحرية وحقوق الطاقة.
وذكر موقع الرصد “فيسل فايندر” أن السفينة بدأت بالانسحاب من المنطقة المتنازع عليها الأحد، ودخلت ميناء تاشوجو التركي في ساعة مبكرة الإثنين.
وربما انسحاب السفينة التركية يعود إلى أن الكثير من الدول ومنها الأوروبية استشعرت بأن الأطماع التركية لم يعد لها حدود و لا بد من الوقوف بحزم ضدها، الأمر الذي دفع باللص أردوغان لإعادة حساباته، ولو بشكل مؤقت ريثما تسنح له الظروف لمعاودة استفزازاته من جديد وتتيح له العودة لممارسة ألاعيبه الإرهابية، فالذيل التركي لا يستقيم ولو وضع في قالب الاتفاقات والضغوط، طالما أن الجشع والرغبة الجامحة باللصوصية وسرقة مقدرات الشعوب هي المحرك لكل خطواته العدوانية.
وكان زعماء الاتحاد الأوروبي أكدوا لقبرص يوم الجمعة الماضي أنهم سيعاقبون تركيا إذا استمرت في أعمال التنقيب في أجزاء متنازع عليها في البحر المتوسط، بعد أن قاوموا دعوات قبرص لفرض عقوبات على تركيا.
يشار إلى أن السفينة “ياووز” التابعة للنظام التركي بدأت بأعمال التنقيب غير الشرعي أول مرة شرقي قبرص في تموز 2019، وجرى تمديد أحدث مهامها غير القانونية إلى الجنوب الغربي من الجزيرة حتى 12 تشرين الأول في خطوة وصفتها اليونان بأنها استفزازية.
يشار إلى أن التوتر في المنطقة بدأ منذ التصادم بين فرقاطتين إحداهما تركية والأخرى يونانية في آب قرب سفينة تنقيب تركية لكنها هدأت بعد اتفاق تركيا واليونان على استئناف “المحادثات الاستكشافية” التي توقفت في 2016.