الثورة أون لاين – زينب درويش:
يبدو من آثار الموجة الثانية، أن وباء كورونا سيبقى يفتك بالولاياتِ المتحدة وبعضِ الدول الأوروبية لعجزهم الواضح في التصدي لهذه الجائحة والتخفيف من تداعياتها، رغم امتلاك تلك الدول كل الإمكانيات الصحية المتطورة، على خلاف الكثير من الدول النامية التي تواجه هذا الوباء بحنكة أكبر، فعداد الوَفَيات والإصاباتِ يقفز إلى مستويات عالية في أميركا وأوروبا، وهذا ما يدفعها لاتخاذ المزيد من الإجراءات الصارمة لمحاولة كبح جماح هذه الجائحة، التي أزاحت مجدداً الستار عن مخاوف الغرب من تداعياتها وآثارها المستقبلية على كل مناحي الحياة.
ومع ارتفاع عدد الإصابات بشكل كبير، أعلنت فرنسا على لسان قائد شرطة باريس ديدييه لالمان أنه سيتم إغلاق الحانات اعتباراً من يوم غد الثلاثاء في باريس والضواحي المحيطة بها لمدة أسبوعين، مشيراً أيضاً إلى سلسلة من القيود الجديدة لمواجهة انتشار وباء كوفيد -19 في المناطق الفرنسية.
وبحسب قائد شرطة باريس سيتم كذلك وضع “مقياس” في مراكز التسوق والمتاجر، من أجل تقييم “عدد الأشخاص الذين قد يتخالطون”، وقال في هذا الصدد: إن هذه المتاجر يجب أن تستوعب زبوناً واحداً كحد أقصى لكل أربعة أمتار مربعة”.
وأعلن أيضاً أنه سيتم إغلاق “المعارض”، ما يعني أن “المؤتمرات” أو “المعارض المهنية أو “عروض السيرك تحت الخيمة لن يمكن إقامتها في الأسبوعين المقبلين” بحسب لالمان.
وأوضح في ما يتعلق بالأنشطة الرياضية، أنه سيتم إغلاق المسابح اعتباراً من غد الثلاثاء بالنسبة للكبار، لكنها ستظل مفتوحة للصغار “سواء في إطار المدرسة أم ضمن نشاطات الجمعيات أم بشكل خاص”.
وأشار إلى أن “جميع التجهيزات الخارجية”، من ملاعب وميادين التدريب “يمكنها أن تبقى مفتوحة شرط أن تضم أقل من ألف شخص أو 50 % من طاقتها الاستيعابية القصوى إذا كانت أقل من هذا الرقم البالغ ألف شخص”.
يأتي هذا في وقت أعلنت فيه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أنها ستلزم الحجر الصحي بسبب كوفيد-19، رغم خضوعها لفحص أظهر عدم إصابتها بكورونا بعد اجتماع الأسبوع الماضي مع شخص أظهر اختبار لاحق أنه مصاب بالوباء.
وهي ليست أول مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي يلزم العزل الصحي في الأسابيع الأخيرة، حيث اضطر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إلى تأجيل قمة القادة الأوروبيين لمدة أسبوع بعد أن ثبتت إصابة أحد حراس الأمن في فريقه.
أما في أميركا يبدو أن الوضع يزداد سوءاً مع زيادة كبيرة في انتشار الوباء حيث أعلن رئيس بلدية نيويورك عن نيته إغلاق تسعة أحياء لوقف انتشار كورونا، كما أعلن في وقت سابق من يوم أمس أن المدينة مستعدة لإعادة إغلاق المدارس والمتاجر غير الأساسية في تسعة أحياء في بروكلين وكوينز حيث سجل ارتفاع كبير في الإصابات بفيروس كورونا المستجد منذ أسبوعين، مؤكداً وجوب عزل هذه الأحياء اعتباراً من الأربعاء القادم وينتظر موافقة حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو.
وفي حال موافقة كومو، فستكون المرة الأولى التي تضطر فيها أكبر مدن الولايات المتحدة للعودة إلى الإغلاق بعدما اعتبرت نموذجاً في السيطرة على الوباء الذي تسبب بوفاة حوالى 24 ألف شخص فيها.
وأوضح رئيس بلدية المدينة أن 11 حياً آخر غالبيتها في محيط الأحياء التسعة الأكثر عرضة للخطر، وضعت تحت المراقبة.
وتأتي خطة إعادة العزل الجزئي هذه بعد أسابيع من الجدل، إذ أن نيويورك أعادت للتو فتح مدارسها العامة جزئياً بحسب نموذج تناوب بين الحضور ومتابعة الدروس على الإنترنت، وكذلك المطاعم بقدرة استيعاب تبلغ 25%.