الثورة أون لاين – ريم صالح:
هو نظام الإبادة التركي من جديد يستعرض عضلاته المتورمة حقداً وعدوانية، وسياساته المتخمة إرهاباً ودموية، ولكن هذه المرة ليس على الأراضي السورية أو الليبية، وإنما في القوقاز حيث يشعل فتيل الحرب بين البلدين الجارين أرمينيا وأذربيجان، وإلا ما معنى الأخبار التي أتت من هناك والتي تؤكد أن 93 من مرتزقة أردوغان في سورية قتلوا في المعارك الدائرة هناك، وذلك في وقت توجهت فيه دفعة جديدة من إرهابييه إلى جبهة القتال هناك؟!.
أوليس نظام الإرهاب التركي هو من شحن إرهابيي الارتزاق إلى هناك بعد أن درَّبهم وسلَّحهم ليكملوا مشوار التكفير والترهيب؟!، أوليست أطماعه التوسعية هي التي تدفعه مرة تلو المرة لتكرار حماقاته الرعناء؟!، أوليس هو من حول بلاده إلى مرتع للإرهابيين والتكفيريين حيث معسكرات تدريبهم والغرف الظلامية السوداء التي تشرف على تجهيزهم لا تعرف الاستراحة أو الكلل أو الملل؟!.
ولكننا لا نستغرب ذلك على الإطلاق فمن شبَّ على التكفير واستباحة إبادة الآخر وسفك دمه وتجنيد الإرهابيين الملتحين شاب عليه.
يتوهم رئيس نظام اللصوصية التركية رجب أردوغان أنه بحماقاته الميدانية الجديدة في منطقة القوقاز قد يسدد أهدافاً جديدة ترفع من منسوب رصيده الشعبي الذي لم يشارف على الانتهاء فحسب بل انتهى فعلياً، الأمر الذي يؤكده كبار الساسة والمحللين الأتراك، وتدلل عليه استطلاعات الرأي، فشعبيته من سيئ إلى أسوأ، وما اكتظاظ زنزانات هذا النظام البائد بسجناء الرأي والإعلاميين ونخبة المجتمع المعارضين لسياساته التخريبية إلا خير دليل على كلامنا هذا.
لم يتعلم الواهم في الباب العالي، الحالم عبثاً بإعادة عهد امبراطورية الشر العثمانية من محاولاته في سورية، والتي منيت جميعها بالفشل، وها هو يكرر وصفاته الإرهابية من جديد، من مبدأ لعل وعسى، ولكن من باب تأزيم العلاقات الأرمينية- الأذربيجانية هذه المرة.
وهنا لا يمكننا أن ننسى أن أردوغان ما هو أولاً وأخيراً إلا الذراع الميدانية التي تترجم الإيعازات الأميركية القادمة من وراء المحيطات والبحار بحذافيرها من دون زيادة أو نقصان.
كما لا بد لنا التنويه إلى أن هذا النظام التركي رغم كل الزوبعات الإعلامية التي كان يثيرها بين الفينة والأخرى، ومشاهد الاستعراض السياسي الخلبي على مسرح دافوس وغيره، ما هي إلا ستار لا أكثر ولا أقل، وما خفي أعظم، فهو في كل ممارساته العدوانية يجهد ليل نهار لاسترضاء مجرمي الحرب الصهاينة الذين يتقاسمون معه الغايات العدوانية والأساليب الإرهابية الدنيئة، فيما يتبادلون معه الأدوار ليس إلا.
يشار إلى أن الخارجية الروسية كانت قد عبرت عن قلق موسكو إزاء نقل إرهابيين من التنظيمات غير الشرعية من سورية وليبيا إلى قره باغ لإلحاقهم بالقتال هناك، معتبرةً أنّ هذه العمليات لا تقود إلى المزيد من التصعيد في منطقة النزاع فحسب، بل وتخلق أيضاً تهديدات طويلة الأمد على أمن جميع دول المنطقة، كما وسبق أن أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أيضاً أنه تم نقل 300 إرهابي سوري عبر مدينة غازي عنتاب التركية إلى باكو، ورغم كل هذه التقارير الاستخباراتية والمعلومات الموثقة والتصريحات الرسمية، إلا أن المجتمع الأممي يتعامل مع الموضوع بأذن من طين وأذن من عجين، ولا حياة لمن تنادي، بل كأن الموضوع برمته متفق عليه أميركياً وتركياً، وبتواطؤ أممي معتاد، بإشعال فتيل حرب لا تنتهي بين أرمينيا وأذربيجان، الأمر الذي يصبّ في مصلحة منظومة العدوان العابرة للقارات.