الثورة أون لاين- أدمون الشدايدة:
يبدو أن مشاهد التصعيد بين اليونان وتركيا على خلفية الاستفزازات التي مارستها الأخيرة شرق البحر المتوسط قد بدأت تأخذ منحى التهدئة المشوبة بالحذر، فأنقرة الغارقة في بحر من التوترات مع دول الجوار يبدو أنها بدأت تعيد حساباتها في ظل الضغوطات الكبيرة التي مارستها الأطراف الدولية عليها، بحسب ما تقدمه المعطيات، حيث من المقرر أن تشهد العاصمة التركية إطلاق مفاوضات استكشافية بين اليونان وتركيا بهدف تخفيف التوترات القائمة بينهما في شرق المتوسط، وفقاً لاتفاق أبرمه وزير خارجية النظام التركي مولود تشاووش أوغلو ونظيره اليوناني نيكوس ديندياس اليوم الخميس خلال لقاء جرى على هامش منتدى الأمن العالمي في العاصمة السلوفاكية براتيسلافا.
وكان وفدان عسكريان من البلدين قد عقدا في الأسابيع الأخيرة سلسلة جولات من الحوار في مقر حلف الناتو في بروكسل، في مسعى إلى تخفيف حدة التوترات القائمة بين الجانبين في ظل أعمال التنقيب والاستفزازات التي تنفذها تركيا في مناطق بشرق المتوسط تابعة للمنطقة الاقتصادية الخالصة الخاصة باليونان وجمهورية قبرص.
الأخبار الواردة عن قرب عقد الاجتماعات التفاوضية بين الجانبين تطرح في الواقع سؤالا حول “المصداقية” التركية المفقودة في رمال الأزمات؟ حيث بات من المعروف عن أنقرة بقيادة الاخواني أردوغان رغبتها دائماً للالتفاف على كل الاتفاقيات كما هي العادة.. فهي لطالما نقضت كل الاتفاقيات والمبادرات الدولية في تجارب سابقة، والتفت عليها، كما حصل ولا يزال في سورية، ولا سيما أنها تحاول فتح أزمة أخرى اليوم من البوابة القبرصية، تتمثل بمساعيها فتح منتجع شاطئي مهجور في شمال قبرص، الأمر الذي لاقى رفضاً قاطعاً من أثينا التي هددت بطرح القضية أمام اجتماع لزعماء الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل.
وبحسب أثينا فإن إعادة فتح منطقة في بلدة فاروشا المهجورة أمام الجمهور تتعارض مع القرار الصادر في اجتماع القادة الأوروبيين الأسبوع الماضي، وهذا إن دل على شي فهو يدل على المراوغة التركية والكذب الذي اعتادت توقيته في الأوقات الحرجة لتفادي أي مخاطر قد تلحق بها.. فالخطوة هذه تأتي لتفاقم التوتر مع الدول الأوروبية على عكس ما تحاول إظهاره.
وذكرت وسائل إعلام رسمية تركية اليوم الخميس أن سلطات شمال قبرص أعادت فتح جزء من شاطئ منتجع كان مهجوراً منذ الصراع على الجزيرة المقسمة في 1974، ولقيت الخطوة تأييداً من أنقرة التي تعترف بإدارة انفصالية في شمال قبرص، لكن أدانها القبارصة اليونانيون وأثارت قلقاً دولياً.
وكانت الخارجية الروسية أعربت أمس الأربعاء عن قلقها البالغ إزاء الخطط التركية لفتح جزء من فاروشا، وشددت على أنها غير مقبولة.