الثورة أون لاين – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة:
بعد استخدام الولايات المتحدة الأميركيّة الأمم المتحدة وأجهزتها المختلفة، مثل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، كأداة طيّعة لتحقيق أهدافها الاستعمارية في العالم، وتنفيذ أجنداتها باستهداف هذه الدولة أو تلك بذريعة امتلاك أو استخدام الأسلحة الكيمائيّة، كما هو واقع الحال في اتهامات واشنطن المزيفة لسورية، فإن جملة من الأسئلة والاستفسارات المهمة باتت تطرح بنفسها بقوة على الساحة الدولية حول هذه القضية المهمة والمستجدة.
وهذه الاستفسارات، التي بدأت تطفو على السطح بشكل متسارع وضاغط، تتعلق بمدى قدرة العالم ومنظمته الدولية على لجم هذه السياسات العدوانية التي تتبعها واشنطن، ومدى قدرة القوى الدولية الصاعدة على المنصّة على جعل المنظمة الدولية تأخذ دورها الفاعل والضاغط لتنفذ بشكل متوازن وكامل، ومن دون تمييز، حظراً لاستخدام الأسلحة الكيميائيّة في العالم كله وأوله أميركا والكيان الإسرائيلي.
وبمعنى أدق هل لديها القدرة على فتح ملف امتلاك هذين الكيانين لترسانة ضخمة من هذه الأسلحة المحرمة دولياً، وإجبارهما على إتلافها، أم إنّ الأمر سيبقى كما هو الآن من سطوة أميركيّة تمنع تحقيق القانون الدولي؟.
لا بل إنّ هذا السؤال المهم يقودنا إلى سؤال آخر في غاية الأهمية، وهو هل دول العالم قادرة على لجم العدوانيّة الأميركيّة الكارثيّة، التي ما زالت تستخدم هذه المسألة ذريعة لتوجيه اتهامات ضد الدول التي لا تروق واشنطن لسياساتها كما هو الحال مع سورية، وعلى أساس مزاعم فارغة ومزيفة وباطلة؟.
إن كل الوقائع والأحداث التي نشهدها مثل تسييس تقارير (حظر الأسلحة الكيميائيّة) وكذلك استخدام هذه المنظمة ومعها مجلس الأمن الدولي كمطيّة أميركيّة، واستثمار مسألة حظر استخدام الأسلحة الكيميائية لتوجيه اتهامات لسورية على أساس مزاعم فارغة ومسرحيات مفبركة خلال الأعوام السابقة، تؤكد جميعها أن واشنطن ما زالت تفرض سطوتها وعدوانها على تلك المنظمات وعلى قرون استشعارها وكل المخرجات منها، وأن دول العالم الأخرى ما زالت في طور المطالبات والإدانات ليس إلا.
وما يجري على أرض الواقع خير شاهد، فسورية كما يعرف القاصي والداني أوفت بجميع تعهداتها، ودمّرت كامل مخزونها الكيميائيّ منذ العام 2014، وهو الأمر الذي أكدته أيضاً منظمة حظر الأسلحة الكيميائيّة نفسها، ومع ذلك ما زالت إدارة أميركا العدوانيّة توجّه للدولة السورية الاتهامات الباطلة، وتتبناها تلك المنظمة دون أدنى معايير المصداقية والعلمية، ولهذا فإن المطلوب من دول العالم الفاعلة اليوم أكثر من مطالبات وإدانات، أي الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي وإصدار القرارات الملزمة لأميركا والكيان الإسرائيلي بهذا الخصوص، وإلا فإن العالم كله سيبقى تحت رحمة التسييس الأميركيّ القادم تحت هذه الذرائع المزيفة.