النظام التركي.. دور هدام بالصراع في ناغورني كارا باخ

الثورة أون لاين – فؤاد الوادي:

بعيداً عن كل الظروف التاريخية والجغرافية والجيوسياسية التي كانت سبباً لإثارة وتجدد النزاعات والصراعات والحروب بين الدولتين الجارتين أرمينيا وأذربيجان، فإن هناك أسباباً أخرى تختبئ خلف العناوين الكبرى للصراع، قد تكون هي المحرض والمحرك الأساسي لهذا النزاع الذي لا يزال يحصد آلاف الضحايا منذ بداياته الأولى بعد انهيار الاتحاد السوفييتي قبل نحو ثلاثة عقود.
لقد كان لافتا خلال الأيام القليلة الماضية الانتقادات الدولية الحادة للنظام التركي لانغماسه الكبير في إذكاء نيران الحرب في إقليم ناغورني كاراباخ، وقد تزامن ذلك مع تقارير إعلامية وعسكرية تؤكد تدخل نظام أردوغان بشكل مباشر في الحرب الدائرة في الإقليم، وذلك بالحضور العسكري والميداني المباشر.
إذا تناولنا الموضوع بحياد وتجرد قياسا بأحداث العشر سنوات الماضية من السياسة الأردوغانية التدخلية في الإقليم تحت عناوين “إعادة العثمنة” من جديد وبث الروح فيها، فإنه يتضح جيداً حجم المصلحة الكبرى للنظام التركي من وراء تدخله في تلك المنطقة، فإخفاقاته المتكررة في سورية والمنطقة عموماً، مع التسليم بأن إشعال الحرائق والحروب ونشر الخراب والفوضى والإرهاب، هو منهج وسياسة متأصلة في إستراتيجية الطاغية أردوغان الحالم باستعادة السلطنة البائدة، فهذا سبب كاف، لنجد نظامه حاضراً في منطقة شهدت على انهيار الدولة العثمانية قبل أكثر من مائة عام، والحضور على مسارح عالمية أخرى من أجل الحصول على مكاسب أو موطئ قدم له بعيدا عن حدوده، أو في الحد الأدنى التخريب على دول أخرى تعتبر منافسة أو خصما لبلاده.
بمتابعة للحدث بأبعاده وتفاعلاته الدولية، تتبين لنا على الفور غايات وأهداف أردوغان في صب الزيت على النار وتأجيج الصراع بين الدولتين الجارتين، فالمنافسة مع روسيا على مناطق النفوذ والعداء لأرمينيا تاريخياً، والبحث عما يشبع نهمه الاخواني العثماني للتوسع خارج حدوده، كل ذلك يجعل منه محرضاً ومحركاً للفتن والفوضى، وهو في ذلك يتماهى مع الكيان الصهيوني في أهدافه وسياساته الإرهابية في المنطقة.
ثمة أمر آخر على غاية في الأهمية، فأردوغان يبحث عن مخرج لأزماته المستعصية، ولاسيما فشله بتحقيق أجنداته من وراء عدوانه على سورية، حيث لم يحقق ما كان يتوخاه، وهو ما دفعه لسحب جزء من مرتزقته وزجهم في الصراع المستجد بين أذربيجان وأرمينيا، ولعل فشل مشروعه الاخواني والاحتلالي في المنطقة واصطدامه بعقبات كبيرة، قد يوسع من إطار حماقاته وسياساته العبثية لعله يخرب على الآخرين استقرارهم وأمنهم ومصالحهم ، ويمكنه من التخلص من مرتزقته الذين يشكلون عبئاً كبيراً على بلاده في حال انتهت الحرب الإرهابية على سورية.
وما من شك أن الصراع في ناغورني قره باخ يشكل فرصة مناسبة للنظام التركي ليشعل حريقاً جديداً، لاسيما وأن جنوب القوقاز يعتبر من الناحية الجيوسياسية منطقة هامة جداً، فهي تعتبر ممراً لخطوط أنابيب النفط والغاز إلى الأسواق العالمية، وهذا ما يجعل أردوغان أكثر هيجاناً واستشراساً من أجل التدخل والتصعيد وصب الزيت على النار في أي ساحة ممكنة، عبر التدخل المباشر، ظناً منه أن ذلك يمكنه في المستقبل من الجلوس إلى طاولة الكبار من أجل التحاصص واقتسام (الكعكة) التي يحلم بها.
ولكن الحقيقة الثابتة والواضحة للجميع أن سياسات أردوغان مرفوضة من غالبية المجتمع الدولي، وبالتالي فإن جرائم وحرائق وحروب وتدخلات جديدة لن تجلب له إلا المزيد من الرفض والاستنكار، فحلفاؤه وشركاؤه في “الناتو” استشعروا خطره وتورم طموحاته ومشاريعه العثمانية والاخوانية ووجدوا فيها خطراً على مصالحهم، وهذا ما يضع نظامه بعزلة أكبر على المستويين الإقليمي والدولي.

آخر الأخبار
مركز التلاسيميا بدمشق ضغط في المرضى وقلة في الدم الظاهر: نستقبل أكثر من ٦٠ حالة والمركز لا يتسع لأك... استمرار حملة إزالة البسطات العشوائية في شوارع حلب الأونروا: لم تدخل أي إمدادات إلى قطاع غزة منذ أكثر من 7 أسابيع صحة حلب تتابع سير حملة لقاح الأطفال في منبج هل سيضع فوز الليبراليين في انتخابات كندا حداً لتهديدات ترامب؟  بمبادرات أهلية تركيب 60 جهاز إنارة لشوارع دير الزور غرق عبارتين تحملان شاحنات بنهر الفرات الثورة" على محيط جرمانا.. هدوء عام واتصالات تجري لإعادة الأمن العفو الدولية": إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية في غزة ويجب محاسبتها   العراق تدعو لتسوية تضمن وحدة سوريا واستقراها 90 ألف غرسة مثمرة والخطة لإنتاج 69 ألف غرسة أخرى في القنيطرة ثانوية جديدة للعلوم الشرعية في طفس تعاون هولندي ومشاريع قادمة لمياه حلب بحث احتياجات حلب الخدمية مع منظمة UNOPS   المخابز تباشر عملها في درعا بعد وصول الطحين خليل لـ "الثورة": ندرس إعادة التأمين الصحي والمفصولين إلى عملهم لجنة لدراسة إعادة المفصولين من عملهم في شركة كهرباء اللاذقية   سرقة طحين ونقص بوزن الخبز أكثر ضبوط ريف دمشق وطرطوس الارتقاء بالتعليم في جبلة نقاش في تربية اللاذقية مياه الشرب" طاقة شمسية وأعمال صيانة وتأهيل للخدمات في الريف