الملحق الثقافي:محمد خالد الخضر:
صدرت عن الهيئة العامة السورية للكتاب، رواية “رعشة شغف” للأديب إسماعيل مروة. تمزج الرواية بين الواقع والخيال بأسلوب فني لا يخالف المنطق الحياتي الذي يخص الأشخاص في تحولات عيشهم، ولا سيما أن الرواية تبدأ بالحدث الدرامي الذي يتحول متفاعلاً مع الحركة الاجتماعية المختلفة من شخص إلى آخر ومن مجتمع إلى آخر.
الرواية التي يُفعِلُ الأديب مروة أحداثها، يربطها بالكهف الذي تعامل معه كثير من الشخوص، واختلفت فيه الأفعال والخرافات والحكايات والقصص. قد يكون هذا الكهف قريباً من الواقع إن لم يكن واقعاً بحد ذاته.. ثم وفق التكوين النفسي للرواية يظهر الكاتب حنان الأم، في بنائه الفني اختلاف الشخصيات ودور الرجل السلبي، في حياة المرأة وصولاً إلى حياة المجتمع.
تتنوع القضايا، ويقارن بين امرأة وأخرى، وينوع أبطال رواياته، ثم يظهر البطولة في الرواية بشكل متفاوت بغية الوصول إلى واقع من المفترض أن يكون أكثر أفضلية من المألوف، رغم أن الأبطال هم من الواقع، وإن كانت الأسماء مختلفة أو مبتكرة، لأن الأحداث ليست غريبة، وإن كان الكاتب وفق رؤى معينة بين ماذا يريد في منهج الرواية وغاياتها، ولا سيما أن الشغف كانت البطلة الأقوى حضوراً تظهر كثيراً مما يرغب الكاتب أن يقدمه من ملاحظات وانتقادات ورؤى متباينة بين فصل وآخر، تؤدي في النتيجة إلى انفعال وجداني يؤثر بالآخر ألا وهو القارئ.
الروائي في منظومة روايته تعرض إلى المفارقات بين الرجال والنساء وماهية العلاقات المختلفة في هذا المجتمع الذي يكونه غالباً المرأة والرجل، ليصل إلى ملاحظات يراها بناءة من خلال انتقاداته لأخطاء قد تكون بلا ثمن وسلوكيات ليس لها مبرر إلا أن تداعياتها بسبب الجهل.
ولكن حرص الكاتب على عدم شعور القارئ بأي استطراد خلال متابعة الحدث الروائي بسبب ما كان من تماسك في بناء الرواية الذي ظل مواكباً للعاطفة منذ أول الحدث إلى نهايته.
في الواقع، تصدرت الرواية قصة حب، وهذه القصة كانت غريبة إلى حد ما وفق ما قدمته البطلة، وما كان يتعامل معه البطل الذي سماه الروائي “أدهم”، وهو الشخصية الثانية الذي يأتي بعد شغف في البطولة عبر التكنيك البنيوي لنسيج الرواية. فكانت شغف حبيبته أكثر حضوراً منه كما شاء المؤلف، وكانت أكثر قرباً من القارئ، ولا سيما أنها عادت إلى الكهف بعد موت البطل وانتهاء حياته من دون أن يحقق أي مستقبل أو أي نجاح في نهاية علاقتهما. وظلت الأحلام سيدة العلاقة إلى ذروة الحدث أمام الكهف.
الرواية تعتبر طرحاً جديداً في عالم الرواية الحديث، لأنها مزجت بين الواقع والخيال وسلطت الضوء على الخرافة وعلى العلاقات المتباينة بين الأشخاص من دون أن يتفكك الحدث ودون أن يمس الكاتب أنظمة كتابة الرواية كما يفعل الآخرون بحجة الحداثة.
للأديب إسماعيل مروة عدد من الروايات الأخرى مثل: “صليب الطين” و”مغاور الجاهلية” و”نهر الوجع”. وله كتابات في القصة القصيرة ودراسات في الأدب والثقافة وأنشطة مختلفة.
التاريخ: الثلاثاء13-10-2020
رقم العدد :1016