الثورة أون لاين – دينا الحمد:
وحدة الصف الفلسطيني كأهم سلاح لمقاومة التطبيع، والتعاون مع محور المقاومة لتحقيق الهدف الأسمى في استعادة الحقوق المغتصبة، ووأد ما يسمى “صفقة القرن”، أو بشكل أدق صفقة العار، التي تجهد إدارة الرئيس الأميركية العدوانية دونالد ترامب تمريرها هذه الأيام، وترسيخ الانتماء للأرض والثقافة الفلسطينية النضالية، هي أهم محاور الندوة الحوارية التي عقدت بدعوة من جمعية الدراسات والبحوث والنقد في الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، بعنوان “أدوات النضال الفلسطيني في زمن التطبيع – فلسطين هي الحقيقة الكبرى”.
واستضافت الندوة الحوارية التي عقدت في مقر الأمانة العام للاتحاد بدمشق تحت شعار “بالدم نكتب لفلسطين” الأستاذين ياسر المصري أمين سر تحالف القوى الفلسطينية والباحث بكور كامل عاروب منسق المركز السوري لبحوث الرأي العام.
في بداية الندوة استعرض الأستاذ ياسر المصري أمين سر تحالف القوى الفلسطينية واقع عملية التطبيع القائمة وأبعادها والمرشحين للمشاركة في العملية، وأكد ضرورة وحدة الصف الفلسطيني كأهم سلاح لمقاومة التطبيع والتعاون مع محور المقاومة لتحقيق الهدف الأسمى في استعادة الحقوق الفلسطينية المغتصبة وإعادة توجيه وتصويب البندقية والنضال السياسي الفلسطيني باتجاه العدو الأول والأساسي للأمة ولفلسطين وهو العدو الصهيوني.
وركز المصري على سبل مواجهة العدو الصهيوني بتوحيد الصف والكفاح المسلح مشيراً إلى أن التطبيع الذي تسعى بعض الأنظمة لتطبيقه كان على حساب الشعب الفلسطيني الذي قطع عنه الدعم في مواجهة الاحتلال بهدف التضييق عليه وجرِّه إلى ما تسمى (صفقة القرن) طارحاً الحلول والبدائل للشعب الفلسطيني في مواجهة العدو الصهيوني والتي تركز على توحيد الصف في مواجهة هذا العدو الغاصب.
من جانبه ركز الباحث بكور عاروب في حديثه على التحليل العام لواقع كيان الاحتلال الصهيوني والجوانب الأضعف في البناء الصهيوني وأدوات النضال الفلسطيني، وأهمها النضال العلمي والفكري وترسيخ الانتماء للأرض والثقافة الفلسطينية النضالية.
وأشار الباحث عاروب إلى ضرورة إعادة الروح النضالية للمثقف العربي عامة والفلسطيني خاصة، فضلاً عن إعادة الروح الوطنية للنضال الفلسطيني وتحييد التناقض القائم بين بعض فصائل تيار المقاومة من حيث تغليب الانتماء الأيديولوجي الديني والولاء لبعض الدول الإقليمية التي تعادي قضية الشعب الفلسطيني، والتي لا تفكر إلا في مصالحها، وأولها تركيا.
وبيّن عاروب أن وحدة وانسجام تيار المقاومة هما الشرطان الأهم لتحقيق ما هو نوعي في قضية النضال من أجل فلسطين وأن الميزان يسير لصالح محور المقاومة على كافة الأصعدة وأن سورية مع الشرفاء والحلفاء استطاعت إسقاط المشروع وتقترب من النصر.
وأشار الباحث إلى حتمية التمسك بعروبة فلسطين وحتمية رجوعها إلى حضن الأمة وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم بعيداً عن كل اتفاقيات التطبيع مؤكداً أن الشعب العربي المقاوم لا بد أن ينتصر في النهاية.
واختتم الباحث عاروب حديثه بالقول إن كل هذه المعركة غايتها الكبرى إنهاء القضية الفلسطينية التي أكد السيد الرئيس بشار الأسد في حديثه الأخير لوكالة سبوتنيك الروسية أنها تبقى القضية الأولى، وأن شروط السلام لم تتغير بعد، وأن معالم النصر في معركتنا مع العدو ومرتزقته وإرهابييه قد اكتملت.
وأغنى المشاركون الندوة الحوارية بطروحاتهم ومناقشاتهم ومداخلاتهم الهامة التي أكدت على توجيه سهم البوصلة الآن نحو تحقيق وحدة الصف الفلسطيني، وفي هذه الظروف التي يجهد فيها أعراب النفط وواشنطن والكيان الإسرائيلي أنفسهم على تحقيق التطبيع المجاني الذي يمنح الكيان الصهيوني ما يريد من دون اعترافه بالحقوق الفلسطينية، بل ومحاولته طمسها وشطبها من القاموس السياسي نهائياً.
وشدد المشاركون على اعتبار سلاح المقاومة كأهم سلاح في مواجهة التطبيع المجاني، وضرورة التعاون مع محور المقاومة لتحقيق الهدف الأسمى في استعادة الحقوق الفلسطينية المغتصبة، حتى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس.