الثورة أون لاين – عائدة عم علي:
ثقافة الإجرام والعنصرية المستشرية داخل الشارع الصهيوني، تجعله أكثر انحيازاً للأحزاب الأكثر تطرفاً، وممارسة لعمليات القتل الجماعي بحق الفلسطينيين، حتى أن ورقة التطبيع المجاني مع أنظمة الخليج التي نشاهد فصولها تباعاً اليوم، لم يعد يكترث لها بقدر ما تهمه مسألة تسريع وتيرة الاستيطان لتهجير المزيد من الفلسطينيين وسرقة المزيد من أرضهم وممتلكاتهم، ومن هنا فإن الخلافات والانقسامات الحادة داخل حكومة الاحتلال تأخذ منحى متصاعداً، تحاول من خلاله الأحزاب المتطرفة استمالة الشارع الصهيوني لصالحها، وكل تيار أو حزب صهيوني يجعل من دماء الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة بازاراً انتخابياً.
ومع فصل جديد من أوجه التطبيع المجاني يرسمه النظام البحريني اليوم، تشتد حدة الصراع بين الأحزاب اليمينية المتطرفة، لتولي سدة الحكم، ما يعني أن مسألة التطبيع باتت هامشية بالنسبة لتلك الأحزاب، ولا سيما أنها تجري مع أنظمة لا وزن لها، وهي تحتاج للتطبيع أكثر من الكيان الصهيوني بحكم ارتهانها، وفي سياق هذه الخلافات المستعرة، هدد ما يسمى حزب “أزرق أبيض” الصهيوني رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بإجراء انتخابات مبكرة داخل الكيان الغاصب.
وبحسب وسائل الإعلام الصهيونية، فإن ما يسمى حزب “أزرق أبيض” أمهل حزب “الليكود” حتى نهاية شهر تشرين الثاني المقبل، لإقرار الميزانية العامة لعام 2021 بالقراءة الأولى، وإلا سيصوّت ضد أي قرار حكومي في الكنيست.
وذكرت ما تسمى هيئة البث الإسرائيلية “قناة كان”، أن حزب “أزرق أبيض” الذي يتزعمه وزير الحرب بيني غانتس، لا يرى في مواقف رئيس حزب “الليكود” الحاكم، نتنياهو، أي بوادر مرونة في التعاطي مع أكثر الملفات سخونة بين الحزبين، وهو إقرار الميزانية للعام 2020/2021.
من جهته دعا يسرائيل كاتس من حزب الليكود، حزب “أزرق أبيض” إلى إبداء المسؤولية، مؤكدا أن كيانه الغاصب في غنى عن انتخابات في هذه المرحلة، وفي وقت سابق قال إنه “في حال لم تسمح الأمور بالعمل مع الحزب الذي يتزعمه غانتس في الحلبة السياسية فسنذهب إلى انتخابات”.
الخلافات المستعرة بين الأحزاب اليمينية الحاكمة، يوازيها اتفاق مطلق على تصعيد الجرائم الممنهجة ضد الفلسطينيين، فكل الأحزاب الصهيونية هدفها في النهاية العمل على تصفية الوجود الفلسطيني، وتنفيذ كامل بنود “صفقة القرن” التي هلل لها المطبعون، وتقضي بشرعنة الوجود الاحتلالي للكيان الصهيوني، وشطب فلسطين التاريخية عن الخارطة الجغرافية والسياسية للمنطقة، واستكمالاً لجرائم الاحتلال، أصيب اليوم الأحد عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق، بينهم ثلاثة أطفال عقب إطلاق قوات الاحتلال قنابل غاز مسيل للدموع، داخل منزل في مخيم العروب، شمال محافظة الخليل.
وذكرت وكالة “وفا” نقلاً عن مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت المخيم وأطلقت قنابل الغاز داخل عمارة سكنية لعائلة البطاط، ما تسبب بإصابة عدد من قاطنيها بالاختناق بينهم ثلاثة أطفال.
وأفادت الوكالة بأن مواجهات اندلعت إثر ذلك بين الشبان وقوات الاحتلال، التي أطلقت قنابل الصوت والأعيرة النارية والغاز المسيل للدموع باتجاههم.
بالتوازي جرفت آليات تابعة للمستوطنين مساحات من أراضي قرية عوريف جنوب نابلس.
ونقلت وكالة وفا عن مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس قوله: إن جرافات تابعة لمستوطنين قامت بأعمال تجريف في جزء من الأراضي المحاذية لما يسمى ستوطنة “يتسهار”، في منطقة الجوز في قرية عوريف جنوب نابلس، مشيراً إلى أن أعمال التجريف شرق القرية ما زالت مستمرة، وذلك بحماية من جيش الاحتلال.
في الأثناء قال مدير عام المصادر الطبيعية في سلطة جودة البيئة عيسى موسى “إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسيطر على 36 منطقة في الضفة تحت مسمى “محمية طبيعية”.
وأوضح موسى في حديث لإذاعة صوت فلسطين، أن هناك العديد من المناطق التي تم إعلانها كمحميات طبيعية من قبل سلطات الاحتلال بهدف تحويلها إلى معسكرات للاحتلال وإلى مستوطنات، حيث يوجد في الضفة 51 محمية طبيعية 15 منها تابعة للسيادة الفلسطينية، وحوالي 36 تقع في الأراضي المصنفة “ج”، التي تقع تحت سيطرة الاحتلال.
وأضاف، أن الـ11 ألف دونم التي أعلن الاحتلال مؤخراً الاستيلاء عليها لتحويلها لمحميات طبيعية هي في الحقيقة أراض زراعية خصبة في منطقة أريحا، وجنوب الجفتلك، ودير حجلة، والمنطقة الشرقية، لتياسير في طوباس.
ومع الاعتداءات الصهيونية المتكررة على المسجد الأقصى، اقتحم عشرات المستوطنين اليوم الأحد، باحات المسجد الأقصى، يتقدمهم المتطرفان يهودا غليك، وفريد اساف.
وأفادت دائرة الأوقاف الفلسطينية بالقدس المحتلة، بأن 64 مستوطناً اقتحموا ساحات الأقصى، من جهة باب المغاربة، بحماية شرطة الاحتلال.