الثورة أون لاين – أدمون الشدايدة:
لا تزال الأزمة العالقة بين اليونان وتركيا تضفي المزيد من التوتر في منطقة شرق المتوسط، مع مواصلة النظام التركي انتهاكاته لحقوق اليونان البحرية، عبر سلسلة إجراءات استفزازية تتصاعد بشكل متواتر، وتثير الغضب لدى المسؤولين اليونانيين ومعهم الأوروبيون على وجه العموم، وقد اعتبرت أثينا تلك الانتهاكات بأنها تصميم على إحداث مزيد من الفوضى، وتعرض الأرواح البشرية للخطر في بحر إيجه.
وبخطوات تصعيدية جديدة تواصل تركيا استفزازاتها عبر المطالبة بما أسمته تقاسم بحر إيجة مع اليونان في عمليات البحث والإنقاذ، الأمر الذي دفع الخارجية اليونانية لإصدار بيان شديد اللهجة أكدت من خلاله أن الخطوات التركية الأخيرة حول الحديث عن حق أنقرة في عمليات البحث والإنقاذ في بحر إيجه، هو “تصميم على إحداث مزيد من الفوضى وتعريض الأرواح البشرية للخطر”.
وكانت تركيا أعلنت الاثنين الماضي إعادة سفينة “أوروتش رئيس”، التي كانت أبرز مسببات تصاعد التوتر في شرق المتوسط، في مهمة تنقيب جديدة إلى الجنوب من جزيرة ميس اليونانية الملاصقة لليابس التركي والتي تعتبر أيضا نقطة الارتكاز في الخلاف البحري بين أنقرة وأثينا.
ويأتي ذلك فيما أكد رئيس النظام التركي رجب أردوغان في وقت سابق يوم أمس، أن بلاده ستواصل عمليات البحث عن الموارد في البحر الأبيض المتوسط، ما يؤكد بشكل واضح أن تركيا ستواصل انتهاج سياستها الاستفزازية الرامية إلى الإبقاء على الفوضى والتوترات قائمة مع اليونان بشكل خاص، ودول الجوار بشكل عام.
وفي إطار التصدي للهمجية التركية والاستفزازات التي يمارسها النظام التركي على كافة الأصعدة، تقوم اليونان بسلسلة إجراءات جوابية للتصدي لسياساته التوسعية، ومن ضمنها محاولة كبح ممارساته الابتزازية في ملف الهجرة الذي يسعى من خلالها لممارسة الضغط على الدول الأوروبية واليونان بشكل خاص، من خلال فتح أبواب الهجرة على مصراعيه إلى أوروبا لتحقيق غايات ومآرب غير شرعية، حيث قال مكتب رئيس الوزراء اليوناني في هذا السياق، إن حاجزاً حديدياً لكبح الهجرة سيقام في نيسان عند الحدود الشمالية الشرقية لليونان مع تركيا.
كما أعلن المكتب أن الحكومة تعتزم توظيف 400 حارس حدود إضافي لمنطقة إيفروس في شمال شرق اليونان، وستقوم بتدعيم سياج حدودي قائم بطول عشرة كيلومترات.
وكان قد أعلن عن مشروع إقامة حاجز حدودي بطول 26 كيلومترا في منطقة إيفروس بعدما تزايدت محاولات عبور المهاجرين في شباط وآذار، إثر إعلان أردوغان، فتح الأبواب أمام توجه المهاجرين المتواجدين على الأراضي التركية إلى أوروبا.
وشهدت المنطقة صدامات استمرت أياماً خلال محاولات عبور المهاجرين الحدود، وعمليات اعتراض لهم من جانب شرطة مكافحة الشغب اليونانيين.