متى تستعيد الأمم المتحدة دورها المسلوب في سورية؟!

الثورة أون لاين- عبد الحليم سعود:
منذ بدء الحرب العدوانية الإرهابية على سورية في العام 2011 وافتضاح تفاصيل وأبعاد وأهداف ونوايا هذه الحرب التي ترعاها قوى عظمى، وتُجند لها دول إقليمية وجماعات إرهابية مصنفة على لوائح الإرهاب تحت عناوين مزيفة وخادعة، اقتصر الدور الأممي على بيانات القلق والاستنكار التي لا تقدم ولا تؤخر، بحيث وضع ميثاق الأمم المتحدة المبني على حفظ الأمن والسلم الدوليين على الرف، دون أن نجد تحركاُ فاعلاً لوقف هذه الحرب القاسية ومعالجة الآثار الكارثية التي ألحقتها بالسوريين، وكان واضحا استغلال الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها الأوروبيين لهذه المنظمة الدولية من أجل تمرير أجنداتهم التخريبية في سورية والمنطقة، ولولا الدور الذي اضطلعت به كل من روسيا والصين في كبح الأطماع والنزعات العدوانية الغربية لكانت الأمور أشد سوءاً على مستوى المنطقة وسورية بوجه خاص.
ففي كثير من الأحيان تمحور دور موظفي الأمم المتحدة ومؤسساتها ذات الصلة على تدبيج التقارير المسيسة التي تخدم أجندات محور العدوان، بعيداً عن الواقع الحقيقي على الأرض، لتتحول جلسات مجلس الأمن وباقي مؤسسات الأمم المتحدة إلى حلبة للمنازلات والصدامات الخطابية بين ممثلي الدول الكبرى حول هذه التقارير الأممية ومدى مصداقيتها، في حين بقي القلق ينتقل من مسؤول أممي إلى آخر دون أن يكون له أي أثر في الميدان، أما الولايات المتحدة الأميركية فقد مارست دور الشيطان في المنظمة الدولية وبقية مؤسساتها، بحيث لم تترك فرصة للتصعيد والتضليل والكذب والافتراء وصب الزيت على النار إلا وقامت بها على أكمل وجه، تارة تحت عنوان “حقوق الإنسان”، وتارة تحت عنوان “الأسلحة الكيميائية” المزعومة، وتارة تحت عنوان “محاربة الارهاب” والديمقراطية..الخ، لتكشف الوقائع المتتالية بأن المنظمة الدولية بالنسبة لواشنطن مجرد أداة لتمرير أجنداتها.
وحين تفشل في استخدام الأمم المتحدة تتصرف من تلقاء نفسها ضاربة عرض الحائط بكل ما يسمى إجماع دولي أو حقوق إنسان وشعوب ودول..إلخ، وليس أدل على ذلك سوى احتلالها للجزيرة السورية وسرقة ونهب ثروات السوريين وتطبيق إجراءات قسرية أحادية الجانب عليهم في محاولة لتركيعهم لشروطها واملاءاتها التي لم تفلح في فرضها بقوة الحرب والإرهاب الذي مارسته في السنوات الماضية.
لقد كان من واجب الأمم المتحدة العمل بكل إمكاناتها لوقف الحرب الإرهابية على سورية والتقليل من آثارها الكارثية على المجتمع السوري، والضغط على الجهات والدول الممولة والداعمة للإرهابيين كي تتوقف عن سلوكها وممارساتها العدوانية المنافية للميثاق الأممي، ودعم جهود الحل السلمي الذي يراوح في مكانه، والتقليل من آثار العقوبات الأميركية الظالمة وغير الشرعية المفروضة على معيشة وحياة السوريين، وهذا أقل ما يمكن أن تقوم به منظمة ملقى على عاتقها حفظ الأمن والسلم الدوليين.
هذا العجز الأممي في حل مشكلات وأزمات العالم وخاصة الأزمة في سورية ساهم بتمرد دول وحكومات وأنظمة أخرى على الشرعية الدولية مثل النظام التركي والكيان الصهيوني وكذلك النظام السعودي الذي يشن حربا عدوانية على اليمن برعاية وتوزيع أدوار أميركية، وهذا ما يستوجب عملية إصلاح سريعة لواقع الأمم المتحدة من أجل إعطاء دور أكبر للدول المحبة للسلام في تقرير مصير العالم بدل الولايات المتحدة التي تقود العالم إلى كوارث بسبب انتهاجها سياسة الهيمنة والحروب والعدوان والإقصاء.
لقد غابت عن أغلب تقارير الأمم المتحدة في السنوات الماضية معظم الممارسات الإجرامية التي ارتكبتها الولايات المتحدة والنظام التركي والكيان الصهيوني، وكذلك التنظيمات الإرهابية التابعة لهذه الجهات بحق السوريين، ليحضر مكانها في كثير من الأحيان قصص مركبة وروايات مزيفة ومفبركة حول الوضع الإنساني بما يتناسب مع أهداف الحملات الإعلامية المعادية للدولة السورية، وهذا من شأنه أن يخلق استياءً من الدور الأممي في مناطق واسعة من العالم، واقتناع لدى شعوب العالم بأن هذه المنظمة الدولية فقدت مصداقيتها وانصاعت بشكل أو بآخر لإرادة دول لا تؤمن بالعدل أو السلام أو الاستقرار.

ما من شك بأن السوريين يدركون جيداً أن المنظمة الدولية مخترقة من القوى الكبرى التي تدعم الإرهاب في سورية، ولذلك لن تأتي تقاريرها بشأن حقوق الإنسان أو أسلحة الدمار الشامل مهنية ومنصفة وعادلة، وأصدق برهان على ذلك استمرار استحضار ملف الأسلحة الكيميائية المزعومة في سورية في النقاشات والتقارير المرفوعة، رغم التخلص من هذا الملف في العام 2015 برعاية الأمم المتحدة نفسها، بينما لا نسمع أي صوت يتحدث عن الترسانة النووية والكيميائية والبيولوجية للكيان الصهيوني الذي يحتل الأرض العربية ويهدد الأمن والاستقرار والسلام في عموم الشرق الأوسط، وكأن هذا الكيان المجرم الإرهابي له حصانة أممية تحول دون مساءلته أو التفتيش على منشآته العسكرية الخطيرة، ولعل السؤال الذي يشغل بال السوريين حالياً متى ستستعيد الأمم المتحدة دورها المسلوب في سورية بحيث تمارس دورا إيجابياً يوقف الحرب الإرهابية ويساهم في صنع السلام..؟!

 

آخر الأخبار
New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق The national interest: بعد سقوط الأسد.. إعادة نظر بالعقوبات على سوريا بلدية "ضاحية 8 آذار" تستمع لمطالب المواطنين "صحافة بلا قيود".. ندوة لإعداد صحفي المستقبل "الغارديان": بعد رحيل الديكتاتور.. السوريون المنفيون يأملون بمستقبل واعد باحث اقتصادي لـ"الثورة": إلغاء الجمرك ينشط حركة التجارة مساعدات إغاثية لأهالي دمشق من الهلال التركي.. السفير كوراوغلو: سندعم جارتنا سوريا خطوات في "العربية لصناعة الإسمنت" بحلب للعمل بكامل طاقته الإنتاجية الشرع والشيباني يستقبلان في قصر الشعب بدمشق وزير الخارجية البحريني عقاري حلب يباشر تقديم خدماته   ويشغل ١٢ صرافا آلياً في المدينة مسافرون من مطار دمشق الدولي لـ"الثورة": المعاملة جيدة والإجراءات ميسرة تحسن في الخدمات بحي الورود بدمشق.. و"النظافة" تكثف عمليات الترحيل الراضي للثورة: جاهزية فنية ولوجستية كاملة في مطار دمشق الدولي مدير أعلاف القنيطرة لـ"الثورة": دورة علفية إسعافية بمقنن مدعوم التكاتف للنهوض بالوطن.. في بيان لأبناء دير الزور بجديدة عرطوز وغرفة العمليات تثمِّن المبادرة مباركة الدكتور محمد راتب النابلسي والوفد المرافق له للقائد أحمد الشرع بمناسبة انتصار الثورة السورية معتقل محرر من سجون النظام البائد لـ"الثورة": متطوعو الهلال الأحمر في درعا قدموا لي كل الرعاية الصحية وفد من "إدارة العمليات" يلتقي وجهاء مدينة الشيخ مسكين بدرعا