هذا ما حسبتْ نفسها ستفعله حين تتاح لها فرصة خلق حياة جديدة.
أما الآن.. وهي على بعد خطوة وحيدة من عيش ما انتظرته لعدة سنوات، تتباطأ في حزم أمتعتها.
شيء ما يسحبها إلى الماضي كما لو أن مقدار الجاذبية تزايد هكذا فجأة في بقعة الأرض التي تقف عليها..
يبدو أننا جميعاً نَحِنّ في لحظات الهجران الأخيرة..
هل صحيح أن ما وُعدت به وحلمت به سيتحقق..؟
تتلفّت في أرجاء المكان الذي حاولتْ مراتٍ عديدة مصادقته والانتماء إليه..
تقع عيناها على رزمة الأوراق التي اعتادت توضيبها بالقرب من سريرها.. كم اشتملت على خطط مشاريع.. أفكار ومخططات لكتبٍ ولأحلام كثيرةٍ ومختلفة.
أمّا عن الأحلام.. علقت في بؤرتها.. كما العادة..
وتتذكر ذاك “الكرّاس” الذي اشتمل على أحلام مناماتها التي جمعتها طوال سنتين كاملتين..
مشروع نائم.. كما مشاريع كثيرة..
لا يهم.. ثمة دائماً إمكانية لخلق الكثير من المشاريع، كما الكثير الكثير من الأحلام.
لطالما آمنتْ أن “الحلم رغبة مرعبة بالقوة”.. وكلّما صعّدنا قوة الحلم لدينا تمددت لحظات السعادة أكثر.
تستذكر كل ما قرأته عن الأحلام، لدى كل من أناييس نن، فرويد، وكارل يونغ، حتى عن أحلام اليقظة..
مَن الذي قال: مادة عيشنا الأهم مصنوعة من أحلام يقظتنا.. أو شيئاً من هذا القبيل..؟
لا بأس.. ستحزم أحلامها بحقيبة تتشابه وحقيبة ثيابها..
هذه المرة لن تخونها شجاعتها، كما حدث مع جوليا روبرتس في فيلم (عروس هاربة).. التي تفننت بالهروب من محبوبها وشريك أيامها القادمة، كلما كانت تبعد مسافة خطوة وحيدة فاصلة عن حياة جديدة..
بالنسبة لها.. ستخطو تلك الخطوة.. دون أي التفاتة إلى أماكن أو أشخاص لم تنتمِ إليهم يوماً..
خطوة أخيرة، وحيدة تُبعدها عن قفل باب هذا المكان واختراق أبوابٍ جديدة.
رؤية – لميس علي